تعالوا إلى الكاريكاتير / باسل الرفايعة
باسل الرفايعة ( الأردن ) الأحد 14/8/2016 م …
** عن عمون …
تعالوا إلى الكاريكاتير الذي شاركه ناهض حتر على صفحته، ثم نشره من بعده القيادي الإسلامي بسّام العموش، وصحيفة السبيل ‘الإخوانية’، في سياق الحملة، ثمَّ حذفه الجميعُ، تحت هول الترهيب والخوف، وسطوة الجموع.
تعالوا إلى الكاريكاتير، وليس إلى ناهض. فالقضيتان معزولتان، ولكنَّ ‘الحَبَّ جَاءَ إلى الطاحون’. الرسمُ لا يتعرضُ إلى صورة الله في الأديان الإبراهيمية ‘ليس كمثله شيئ’، ولا يتجسَّدُ على صورة إنسان. وعليه، فلا إساءة، فالله لا يُطلُّ من باب خيمة، وهو مُنزَّهٌ عن الفعل البشريّ المباشر والمألوف، وفقاً للإسلام والمسيحية واليهودية والصابئة المندائية.
الكاريكاتير ترميزٌ محمولٌ على السخرية من الصورة المشوهة التي كرّسها الذهنُ السلفيُّ لإلهٍ من صنعِ داعش، ليس ‘الله’ في كل الأحوال، ومُطلقها. إلهُ الجنس والملذات لدى ‘داعش’، الذي يمنحُ مكافآتٍ في ملذات الجنة لمن يقتلون البشر، ويخربون الحياةَ على الأرض.
صورة الله في العقائد الإبراهيمية لا تلتقي مع صورته في الدين السلفيّ الداعشيّ الجديد، ومحاكمة ناهض حتر على كاريكاتير، لم يرسمه، وشاركه، تعبيراً عن رأيٍ سياسيّ، تجسّد مفارقةً غريبة، وتعني موافقةً ضمنيةً على تصوير ‘داعش’ للذات الإلهية، في الوقت الذي انتقد فيه الكاريكاتيرُ وناهضُ هذا التشويهَ لصورة ‘الله’..وجنته الموعودة.
أختلفُ مع ناهض حتر كليّاً. وخصوصاً في ما يتعلق بالوحدة الوطنية، وأرفضُ فهمه المتطرف لشكل العلاقة ومضمونها بين مكونات النسيج الاجتماعي الأردنيّ. كما أقفُ على النقيضِ من موقفه المؤيد لنظام بشار الأسد المستبدّ الذي استدعى الظلامَ والشرَّ والشذّاذَ إلى سورية، دفاعاً عن مصالحَ عائلية وطائفية، وليس حرصاً على مشروع سياسيّ، ودولة وطنية، تقدمية، تلتزمُ أساسيات الديمقراطية وحقوق الإنسان.
اختصاراً. أنا ضدُّ اعتقال ناهض حتر، لمشاركته الكاريكاتير، وأعتقد أنَّ ناهضَ نفسه وفَّرَ للحكومةِ أسباباً كثيرة لاعتقاله ومحاكمته سابقاً، لكنها فضَّلت قنصه هذه المرَّة، تجاوباً مع تحريضٍ ممنهجٍ، طالبَ برأسهِ، ولو شاركَ غيره الكاريكاتير نفسه، لكان التدبيرُ غيرَ ذلك..
عن صفحة الزميل على الفيسبوك.
التعليقات مغلقة.