العراق … وهويّته القومية / حسين عليان
حسين عليان ( الأردن ) الإثنين 15/8/2016 م …
هذا مقال كتب قبل عام تماما فى 12/8/2015 وهو يشخص اﻻزمه البنيويه فى النظام السياسي العراقي ارتأينا معاوده نشره وهو ينطبق على حاﻻت عديده فى الوطن العربي بصوره او بأخري.
العراق والمثلث المقلوب مسميات ومصطلحات شاع تداولها بيننا يجب ان نسقطها من التداول فى الحديث اليومى على الإعلام وفيما بيننا ومن ادبياتنا السياسيه عندما نكتب او حتى عندما نرفضها وعلينا ان نكرس نقيضها ومن اهمها . المكونات .اﻻقليات .عرب سنه .عرب شيعه . تهميش . اﻻقاليم . المحاصصه . وكلها مفردات مطلوب منها نحقيق غايات واهداف فى مقدمتها تفكيك دول المنطقه وتعميق اﻻنقسامات وبما يودى الى اختفاء الدوله الوطنبه والمدنيه وزوال هويه المنطقه اﻻساسيه ( العربيه ) لحسابات هويات ثانويه اضافه لغايات اخرى كثيره والعراق انموذجا .
المكونات كلمه ثبتت بالدستور فى مواده اﻻولى بهدف اسقاط كلمه مفهوم الشعب العراقى لذا جرى الحديث ان العراق بلد متعدد اﻻعراق العرب فيه جزء من باقى العرب وهو عضو فى الجامعه العربيه وبذا اسقط الدستور هويه اﻻرض واعترف بهويه جزء من السكان كعرب فيتم الحديث على المكون العربى ثم يقسم العرب الى عرب سنه وعرب شيعه . كل ذلك ليفقد العراق هويته ودوره الحضارى واﻻقليمى وزرع بذور اﻻنقسام د اخل الكتله السكانيه الكبرى وهم العرب اللذين يشكلون اكثر من 85%وهم العمود الفقرى للعراق ومساواتهم ببقيه الكتل اﻻثنيه الصغيره كالتركمان واليزيدين واﻻكراد .
ان وجود العرب والحضارات سابق لوجود الإسلام وحتى اﻻديان وهم اﻻساس للبناء السكانى تاريخيا .
فالدين هويه ﻻحقه والمذاهب هويه فرعيه داخل الديانات .
ان الهويه الجامعه هى الهويه العراقيه التى اقامت كل اﻻرث الحضارى لوادى الرافدين ثم ورثتها الهويه العربيه قبل وبعد الإسلام دون ان تلغيها والإسلام هو الهويه الثالثه وهو طابع روحى لم يلغى الهويات السابقه لكن الإسلام السياسي هو من وضع الإسلام والعروبه فى حاله تناقض بدﻻ من التكامل منذ ما يقرب من القرنين خدمه لمخططات واجندات خارجيه .
فالهويه اﻻولى والثانيه توحد الوطن اما الهويه الثانويه الثالثه فتمزق الوطن والمجتمع .
لذلك تم تقديمها سياسيا تحت بند المحاصصه اﻻكثر فرعيه وهى المذهبيه وهى اجتهادات ﻻ علاقة لها بهويه المواطنه الجامعه .
اذن حتى اعرف نفسى فأنا عراقى .تشمل كل سكان ارض الرافدين اما عربى ﻻنها الثانيه من حيث اﻻتساع ارضا وسكانا واﻻديان شيء روحي بين اﻻنسان وخالقه وهى الإسلام والمسيحيه وكلاهما فيهما مذاهب .
اذن الحل اﻻساس يكمن بهويه المواطنه التى تسقط هويات المكونات وفصل الدين عن مكونات الهويه ﻻنه ﻻيمكن الحديث عن اﻻمه الإسلامية ﻻنه بالمقابل هل هناك امه مسيحيه وامه يهوديه ولماذا مطلوب من العرب ان يلغوا هويتهم العرقيه لحساب هويتهم الروحيه؟
وﻻ ينطبق ذلك على باقى المسلمين والمسيحين اما اليهوديه فهي حاله سياسيه شاذه ذات اغراض واجندات استعماريه مرحليه . عليه يجب ان نعاود تعريف هويتنا وترتيب اولوياتها.
فذات مره قدم سياسي عراقي فى لقاء تلفزيونى نفسه فقال انا شيعى مسلم وعراقي فهو لم ينكر هويته اﻻساسيه وهى العربيه.
فحسب بل قلب التراتبيه وهذا ما قام عليه النظام السياسي فى عراق امريكا الجديد.
لكل هذا العبث يفشل النظام السياسي فى تأمين اﻻستقرار والوحده والبناء ويغرق فى اﻻنقسامات واﻻحتراب والفساد .
هذا التصور للوطن لدى قوى واحزاب الإسلام السياسي وتوافقه مع المصالح واﻻجندات الخارجيه انتج كل المفردات أعلاه وصاغ نظام سياسي يتظاهر العراقيون اليوم ﻻسقاطه كى يذهبوا لدوله المواطنه اوﻻ ولتعريف هوياتهم الجامعه فى محتواها الحضارى .
لكنها ليست بديلا عن هويتهم اﻻولى المواطنه (العراقيه) .
اعاده المثلث المقلوب على قاعدته بدﻻ من رأسه هى المهمه اﻻولى .
وقبل ذلك لن نستقر ونتوحد ونزدهر وسنبقى نغرق فى اﻻرهاب و الفساد واﻻحتراب والمليشيات .
المظاهرات الشعبيه السلميه الواسعه وحدها الكفليه بتعديل الميزان واعاده المثلث المقلوب .
التعليقات مغلقة.