تركيا والتصريحات المتناقضة والتردد في اتخاذ قرار صائب ضد واشنطن / كاظم نوري

تركيا ضد امريكا 💥 مقارنة بين الدولتين من الاقوى اقتصاديا وعسكريا ؟ - YouTube

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 27/4/2023 م …




المتتبع لمسيرة تركيا يستطيع ان يستشف ان القيادة في انقرة بزعامة اردوغان  وحزبه حزب العدالة  تمارس سياسة لاترضي الولايات المتحدة فائدة حلف ” تاتو” العدواني احيانا لكنها في المسائل الستراتيجية التي تهم واشنطن نرى انقرة تتخذ قرارات ترضي الاخيرة بصرف النظر عن التصريحات التي ترد على السنة كبار المسؤولين الاتراك التي  وصلت  حد اتهام  الولايات المتحدة  بدعم   الارهاب  والسعي الى اقامة ”  كيان ارهابي ” على الحدود  السورية مع تركيا في اشارة الى حماية القوات الامريكية للجماعات الكردية السورية  لاسيما ” قوات  سورية الديمقراطية ”  قسد” التي تتحدث عن” نظام فدرالي”  في سورية  خلافا لدستور البلاد وهو ما ترفضه دمشق بصورة قاطعة لانها لاتريد تكرار تجربة العراق الذي تتحكم في مسيرته منذ الغزو والاحتلال عام 2003 حتى الان قيادة كردية تمارس  سياسة الابتزاز دون ان تكتفي بما هي عليه  الان من امتيازات في شمال العراق  بل انها تحشر نفسها في نينوى وكركوك وغيرها من المحافظات حيث   توجد الثروات الطبيعية  كالنفط في العراق  مستغلة ضعف المركز ببغداد والتسهيلات التي يقدمها لسلطات منطقة كردستان والتلاعب بالمسميات وبعض البنود  في الدستور ” المسخ” ومنها مصطلح ” المناطق المتنازع عليها وهومصطلح يصلح قانونيا  لخلافات بين دولتين وليس بجزء من العراق اللهم الا  اذا اعتبر الكرد انفسهم ” دولة مستقلة” وهناك مناطق متنازع عليها بين دولتهم ودولة العراق.

تركيا ومنذ محاولة الانقلاب العسكري الفاشل ضد الرئيس اردوغان قبل سنوات تصر على ان الولايات المتحدة كانت وراء تلك المحاولة وان غولن الشخصية التركية الموجودة في الولايات المتحدة شارك في عملية الانقلاب ورغم مطالبات انقرة بتسليمه لكن السلطات الامريكية لم تعر اهمية لتلك المطالبات.

 ولو كان غولن في سورية  لغزت القوات التركية سورية التي تتعرض للاعتداءات التركية ما ان تمارس حقها بالدفاع عن المدن السورية ضد اعتداءات مجموعات من  الارهابيين في محافظة ادلب السورية  من الذين يتمتعون بحماية تركية.

لاندري لم هذا الموقف التركي المتذبذب من دولة تتهمها انقرة بانها وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد اردوغان كما تتهمها بالعمل على اقامة ” كيان ارهابي” على الحدود التركية جراء توفيرالحماية ل” قسد”.

في الاتحاد الاوربي الذي تقدمت تركيا للحصول على عضويتة رغم مرور السنين لم نسمع ان بلدا اوربيا رحب بمطالباتها بل ان العكس يحصل فهناك من يرفض منح انقرة العضوية في الاتحاد الاوربي رغم عضويتها في حلف ” ناتو” وتقديم الخدمات اللوجستيه له بل ان هناك معلومات  عن وجود اسلحة نووية امريكية في قاعدة ” انجرليك” او قاعدة اخرى على الاراضي التركية  وفق وسائل الاعلام .

حتى ان ايران اكدت في احدى المرات  ان جميع القواعد الامريكية في المنطقة سوف تتعرض الى ضربات ايرانية  بما في ذلك تلك الموجودة بتركيا في  حال قيام القوات الامريكية  بعدوان عسكري على ايران.

ان الموقف التركي الذي يصفه البعض بانه تحول الى موقف يتناقض مع المواقف والخطط الامريكية لم يعد كذلك لانه موقف تمليه حاجات تركية الاقتصادية خاصة السياحة والغاز من روسيا وهو ما جعل انقرة تظهر وكانها على الحياد في الازمة الاوكرانية رغم تزويد كييف بمسيرات ” بيرقدار التركية.

تبقى انقرة رغم التصريحات النارية ضد واشتطن وكان اخرها تصريح وزير الداخلية الذي اتهم الولايات المتحدة وحلف ناتو بالتامر على تركيا  العضو ” المهم ” في الحلف نفسه  ولن تخرج عن اطار هذا الحلف لان عينها شاخصة على الاتحاد الاوربي والحصول على عضويته التي اصبحت مجرد حلم يراود اردوغان الذي قد يواجه حزبه  صعوبات في دورة جديدة  بالانتخابات المقبلة التي يتحدد من خلال نتائجها  مسيرة تركية واضحة المعالم وليس كما يحصل الان بضبابية الموقف التركي الذي يتصف ب” الانتهازية احيانا من اجل انعاش الاقتصاد .؟؟

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.