المقاومة لم تنكسر وموقفها التفاوضي لم يضعف / حسن حردان
حسن حردان ( لبنان ) – الأحد 25/8/2024 م …
فيما تُستأنف جولة المفاوضات في القاهرة في ظلّ استمرار مقاطعة حركة حماس، واشتراطات رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو التي نسفت الصفقة وأعادت المفاوضات إلى نقطة الصفر، كانت المقاومة الفلسطينية تصعّد هجماتها ضدّ قوات الاحتلال وتوجه ضربات قوية ضدّ آليات وجنود الاحتلال وتوقع إصابات كثيرة في صفوف الجنود والضباط الصهاينة بين قتيل وجرح، وقد توزّعت هجمات المقاومة على منطقتين:
ـ مهاجمة قوات الاحتلال في مدرسة في تل السلطان في جنوب القطاع واستهداف وتدمير خمس دبابات في المنطقة.
ـ تفجير عبوة في مبنى مفخخ في حي الزيتون في شمال غزة لدى دخول قوة صهيونية الى المبنى، واعترف جيش الاحتلال بسقوط قتيل و12 إصابة خطرة، فيما تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مشاهدة مروحيات «إسرائيلية» حطت في المناطق التي هاجمتها المقاومة ونقلت إصابات كثيرة من الميدان.
ويبدو من الواضح أنّ هذا التصعيد في هجمات المقاومة، يؤكد في توقيته ما يلي:
أولاً، سقوط الدعاية الإسرائيلية التي تزعم انّ جيش الاحتلال تمكّن من كسر المقاومة وإضعاف قدراتها على القتال. وآخر هذه المزاعم بيان الجيش الإسرائيلي عن إنهاء المهمة في رفح والقضاء على لواء المقاومة هناك. فإذا بالمقاومة توجه له ضربات قاتلة في رفح تعكس قوة وقدرة المقاومة القتالية..
ثانياً، رسالة قوة تحبط رهان نتنياهو على مواصلة الضغط العسكري لتحقيق أهدافه، لفرض الاستسلام على المقاومة واستعادة الأسرى بشروطه، وتوجه المقاومة من خلال هذه العمليات ضربة قاسية لرهانات نتنياهو..
ثالثاً، إعادة تظهير المأزق الإسرائيلي من الاستمرار في الحرب وتعريض جيش الاحتلال لمزيد الخسائر الفادحة بالأرواح والعتاد، وبالتالي دفع المعارضة الداعمة لصفقة تبادل للأسرى، ولو أدّت إلى وقف الحرب، للعودة إلى التحرك للضغط على نتنياهو لقبول صفقة بهذه الشروط..
رابعاً، توجيه ضربة موجعة للمحاولات الأمريكية الإسرائيلية المتواصلة التي تراهن على إخضاع المقاومة ودفعها إلى خفض سقف موقفها ومطالبها في المفاوضات. والقول انّ المقاومة ليست في موقع ضعف كي تقبل بالتنازل عن مطالبها، وانها تملك القدرة على مواصلة خوض حرب الاستنزاف ضد جيش الاحتلال، وانّ المراهنة على إضعاف قدرتها والنيل من عزيمتها وإرادتها على القتال إنما هي مراهنة خاسرة ولن تقود سوى إلى مفاقمة مأزق الفشل «الإسرائيلي» في غزة ورفع كلفة حربه الوحشية. على أنّ أرقام الخسائر «الإسرائيلية» المتزايدة في صفوف جنود العدو تؤدي بالضرورة الى تبديد المناخ «الإسرائيلي» الذي ساد مؤخراً من ان جيش الاحتلال حقق أهدافه في القضاء على المقاومة وبنيتها، وتؤكد من جديد انّ الحرب لم تنته وانّ المقاومة لم تتوقف ولم تضعف وانّ جيش الاحتلال غارق في مستنقع غزة ويعاني من الاستنزاف الشديد..
خامساً، تبرهن المقاومة انها لا زالت تملك زمام المبادر وتتحكم بميدان المعركة وتوقيت شن هجماتها بما يخدم استراتيجيتها المعتمدة في خوض حرب عصابات متواترة تلحق خسائر فادحة بجيش الاحتلال وتمنعه من الاستقرار في ايّ منطقة دخل إليها او تمركز فيها.. وبالتالي تحول دون تمكنه من تحقيق أهدافه.. وهو ما دفع الجنرال الإسرائيلي السابق إسحاق بريك إلى التحذير من «انّ الاستمرار في الغرق بحرب استنزاف لسنة مقبلة سيهدّد بالخطر وجود الكيان الإسرائيلي»…