هل يتحقق حلم الأزواديين؟ / رابح بوكريش
رابح بوكريش – الثلاثاء 3/9/2024 م …
اليوم لم يعد ثمة شكوك حول من يرسم للقضية المالية والساحل عموما، ولم تعد هناك علامات استفهام أو أسئلة بلا أجوبة، فللمرة الأولى منذ سنوات باتت الأمور واضحة، مثل شمس الظهيرة.
أي أن المؤامرة التي تقودها إسرائيل في الساحل هي في حقيقة الأمر ضد الجزائر من خلال توظيف واضح للإمارات والمغرب وحفتر.أن للموساد يد فيما يجري في المنطقة منذ سنوات، انه يحاول إشعال نار الفتنة في منطقة الساحل ومحاولته مازالت مستمرة وستظل مستمرة لحين تحقيق أهدافه.
ويبدوا أن هذه المرة أن الموساد نظم نفسه بدقة كاملة لإشعال نار الفتنة في المنطقة، كما أنها تعمل على تحطيم أي ديناميكية تؤدي الى السلام في المنطقة. وتأتي المواجهات الأخيرة بعد أن أعلن تحالف الحركات في أزواد نيته الدفاع عن نفسه ضد المجلس العسكري الحاكم في مالي، متهماً إياه بانتهاك الالتزامات الأمنية المتبادلة ضمن اتفاق السلام الموقع في الجزائر عام 2015، بل إن تحالف الحركات حث المدنيين على الابتعاد عن المنشآت العسكرية وأعلن الدخول في الحرب.
وحول تحالف الجيش المالي مع مقاتلي «فاغنر»،أعتقد أن ذلك لن يمنح التفوق العسكري واللوجيستي على الحركات الأزوادية ،والسبب بسيط وهو أن الأزواد يدافعون عن وطنهم، ويشعرون بالظلم والغبن والتهميش، بينما مقاتلي فاغنر يدافعون عن رواتبهم. ولا شك أن العامل الثقافي التاريخي يشكل أخطر الأبواب التي تدخل عبرها الموساد إلى قلب القارة الإفريقية من خلال الترويج لفكرة أن اليهود والأفارقة قد عانوا اضطهاداً وتمييزاً عنصرياً، وأن العرب هم الذين سببوا هذه المعاناة للأفارقة من خلال تجارة الرقيق.
الغريب في الأمر أن العرب ما زالوا غير مدركين أن مواجهة المخاطر التي تهددهم من خلال استغلال إسرائيل لوجودها في إفريقيا. والسؤال الافتراضي هنا هو: متى يبدئ العرب في ترتيب العلاقات العربية الإفريقية ؟