حكايات عن سور الصين العظيم وفساد الانسان / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 11/9/2024 م …
حكايات كثيرة تداولها مؤرخون حول ” سور الصين العظيم” وبما اننا في عصر التزوير والكذب وطمس الحقائق علينا ان لانصدق كل الذي ورد عن السور سلبا في معظم وسائل الاعلام الغربية .
وهناك ايضا مقولة هي الاخرى تلتصق بالصين وتاريخ قيادتها منذ الرئيس الراحل ماو تسي تونغ ” مفادها ان ” مسيرة الالف ميل تبدا بخطوة “.
بدا بناء سور الصين العظيم في القرن الثالث قبل الميلاد وفق بعض الروايات بطول قرابة ستة الاف كيلومتر وان عملية البناء استمرت لقرون عدة والهدف هو حماية الصين من الاعداء لكن الذي حصل ان الاعداء الذين كانوا يتربصون بالصين ولن يستطيعوا اجتياز السور العظيم تمكنوا من دخول الصين من البوابة كما يذكر بعض المؤرخين.
انه” الانسان”.
وحديثنا اليوم حول الانسان خاصة العراقي بعد الغزو والاحتلال وبوجود السلطة ومن يتناوب عليها منذ عام 2003 حتى الان وقد مضى على ذلك قرابة عقدين من السنين في ظل ما يسمونه ” نظام ديمقراطي برلماني” ووجود قوانين وغيرها من المسميات التي يتشوق البعض لسماعها لكنها مجرد ” يافطات كاذبة للدعاية ” .
التجربة السياسية الدخيلة على العراق والتي اعتمدت دستورا مشبوها كات بمثابة ” كارثة” حقا وبما اننا نتحدث عن مكونات كما يتردد و جرت الاشارة لها في الدستور الدخيل على العراقيين وتتقاسم السلطة فيه وفق النسب لاندري كيف يحصل الكرد على رئاسة الجمهورية وطائفة اخرى على رئاسة البرلمان وان المكون الاكثر عددا وفق الدستور يحتل موقعا محددا .
معذرة من ايراد ماسبق لكن هذا المتداول الان من تعريفات جرى بموجبها تثبيت اسس السلطة الحاكمة في العراق بعد احتلاله وهي الطامة الكبرى التي جلبت المصائب والكوارث طيلة عقدين من الزمن.
نعود الى الانسان الذي كان وراء دخول اعداء الصين رغم جدارها العظيم ” انه الفساد” طبعا هذا المسمى الذي تفشى بصورة مخيفة . الفساد بكل اشكاله ” السياسي” والمالي” والاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي وان الاخير مع الاسف الشديد هو السائداليوم .
عشرات الملايين ساهموا في بناء سور الصين العظيم لكن مجرد ” بضعة نفرات فاسدة من الحراس خانوا الامانة في البوابة “و اضاعوا جهد وتعب الفي عام من العمل المضني. كان درسا بليغا للصين التي اخذت تبحث عن الانسان قبل كل شيئ.
انساننا العراقي ليس استثناء فالفساد ينتشر في كل مرفق من مرافق ” الدولة” اذا صح ان نسمي ما موجود دولة في العراق منذ الغزو والاحتلال او ان هناك رجال دولة بالمفهوم المتعارف عليه.
ان ما نسمع به ونراه يحصل بالعراق وعلى جميع المستويات بات اقرب الى روايات الف ليلة وليلة التي كنا نعدها مجرد اوهام او احلام لكن الحقيقة تكشفت ما ان وجد هؤلاء في السلطة منذ تعرض العراق الى الاحتلال وصل اعداء العراق الى مبتغاهم بالولوج وسط المجتمع وتمزيق قيمه ومبادئه التي كانت سائدة ونجحوا طيلة عشرين عاما من العمل لافساد الانسان .
فاينما تجد فسادا ابحث عن تركيبة بناء الانسان وقد سبقتنا الصين عندما اكتشفت ذلك وها نحن نعيش تجربة خطيرة تجاوزتها دول عديدة مرت بها الا ان ما يحصل في العراق استفحل وتحول الى ظاهرة اجتماعية مع الاسف الشديد.