الانتخابات النيابية – تداعيات وتبعات … إضاءة على المشهد في الاردن / د. سمير محمد ايوب

د.  سمير محمد ايوب ( الأردن ) – الأحد 15/9/2024 م …




منذ بداية موسم الانتخابات النيابية الاخيرة في الاردن، وجل المقاربات التي نالت اهتمام المتعاملين مع الشأن الاردني داخليا وخارجيا، قد استندت على افتراضات كثيرة. عنوانها الرئيس، هو المشاكل والمعوقات العميقة التي نعاني منها على كثير من الصعد، والحاجة الماسة للتغيير الايجابي في كل اتجاه.
تناوب المتوقعون المخلصون، وقراء الودع السياسي والمنافقون، على النفخ في قلقهم تارة، وتارة على امنياتهم ورغائبهم، وتجنّد بعضهم لتعميم صور عن ضعف الرغبة في التحديث، ونقص الارادة الصادقة في احداث تغيير شمولي.
اليوم، وبعد بضع ايام من اعلان النتائح، وبعد موجات التباهي بالنصر، وتباكي البعض على ضياع فرصهم، تكاد الصورة ان تبدوا واضحة. وهي ليست مطابقة بالقطع للصور التي تم تعميمها كحقائق قبل اعلان النتائج.
فعندما يفوز مرشحو الاسلام السياسي وعلى رأسه جبهة العمل الاسلامي، الشقيق التوأم لحركة حماس التي تقود الملحمة البطولية في غزة العزة بربع مقاعد المجلس النيابي تقريبا، لا يصح ولا يجوز الاستخفاف او التهوين بما حصل، وبما قد يحصل من ارتدادات وطنية واقليمية. فهي نتائج مُقَرِّرَةٍ ليست موجهة حصرا الى الداخل الاردني، بل تشير بوضوح الى مقتضيات وتبعات، تلوح كثيرا في آفاق معادلات الصراع على حافتي الحدود الاردنية الفلسطينية. وإذا كان هناك عدو أحمق، يتحدّث عن اطماعه في تجاوز تمريناته الذهنية العدائية، للعبث بحدود الجغرافيا وتبعات الديمغرافيا، فهناك بالقطع على الضفة المقابلة، حمقى كثر لا يريدون ان يصدقوا تهويمات العدو، ويظنونها عبثا غير واقعي، طنا منهم أن واشنطن لن تترك الجنون الاسراميكي يفلت من عقاله، وستبقيه كضامنة، تحت اسقف السيطرة والتشذيب والتهذيب.
البقاء عملياً في حالة جمود رمادية مبرمجة، فشل وصارعبئاعلى الاستعداد لمواجهة المرحلة المقبلة من انهيارات الاقليم. تداعيات نتائج الانتخابات في ظل ملحمة طوفان الاقصى، وما توج عملية الكرامة الاستشهادية من مناخ
شعبي تفاعلي، وأسباب أخرى، تمكن صناع القرار السياسي في الاردن،
من ملاقاة معادلات التيارات الشعبية الفاعلة والداعمة للمقاومة، ولو في
منتصف طرقها، التي تختزن مواجع وطموحات وتضامن اصيل مع
الجبارين في كل فلسطين، وبالتالي مناخا ثريا بالفرص الماسية للتموضع
الهجومي والاستثمار المتوازن فيها، بالصعود أكثر ولو تدريجيا الى نبض
ومشاعر ناسهم في المشهد الوطني اليومي، المواكب لتفاصيل المقتلة
الاجرامية، والداعم للمقاومة في كل فلسطين المحتلة، والمضي قدما دون
ذعر، بتنفيذ خططها السياسية، وتحقيق مصلحتها الوطنية، بالإمساك بزمام
المبادرة في السياق الاقليمي، بالتلويح بكل ما تملك من اوراق وعقود
واتفاقات وتفاهمات في الحرب الوجودية، المأزومة على كل الصعد.
فهذه هي الديمقراطية التي يروجون لها، فلنشحذ في ظلها، الهمم مجددا
ولنتعامل بصدق مع نتائجها التي نحترم

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سبعة + أربعة =