الفروقات الجليّة بين جثة وجثمان / عاطف زيد الكيلاني
- صورة من الأرشيف ل( جثامين ) شهداء فلسطينيين …
عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) – الثلاثاء 17/9/2024 م …
مع أن كلتا المفردتين تشيران إلى جسم الإنسان بعد وفاته، إلا أن هناك اختلافات دقيقة في استخداماتهما ومعانيهما في اللغة العربية.
في هذا المقال سأحاول توضيح هذه الفروقات من خلال استعراض دقيق لهاتين المفردتين واستخداماتهما في سياقات مختلفة.
وما دفعني إلى الكتابة حول هذا الموضوع ، هو ما لمسته من تجاهل غريب ومريب عن قطاع كبير من الجهلة وأصحاب النوايا السوء بإطلاقهم المسمّى ( جثة ) بدلا من ( جثمان ) على أجساد شهداء استشهدوا مقبلين غير مدبرين في اشتباك شعوبنا الأزليّ مع أعداءها.
وسأتناول الفروقات بين المفردتين ( جثة وجثمان ) من ستة زوايا مختلفة، وهي:-
- التعريف اللغوي
- السياقات الأدبية والدينية
- الاستخدام في الحياة اليومية
- الفروق الثقافية والإقليمية
- السياقات القانونية والطبية
- التأثير العاطفي والنفسي
- الجثة:
الجثة هي كلمة عربية تعني الجسم الميّت، وتستخدم بشكل عام للإشارة إلى جسم الإنسان بعد وفاته. في اللغة العربية، يُستخدم مصطلح “الجثة” غالبًا في سياقات تنطوي على دلالة معينة من الإحساس بالجفاف أو التهالك. مثلاً، تُستخدم في الأبحاث الجنائية أو الأخبار المتعلقة بحوادث موت مفاجئة أو غير طبيعية.
في الأدب والصحافة، قد يكون استخدام كلمة “الجثة” أكثر حيادية أو تقنية. مثلاً، في تقارير الحوادث أو التحقيقات، قد يتم وصف الشخص الذي توفي بـ”الجثة” دون إضفاء أي طابع عاطفي أو احترام خاص.
في الحياة اليومية، خاصة في حالات الطوارئ أو التقارير الطبية، قد يتم استخدام “الجثة” لوصف الوضع بشكل موضوعي. مثلاً، عند الإشارة إلى الجثث التي يتم العثور عليها في مواقع الحوادث أو الجرائم، قد يكون استخدام كلمة “الجثة” أمرًا شائعًا.
قد تختلف دلالات كلمة “الجثة” حسب الثقافة واللغة. في بعض الثقافات، قد تُستخدم “الجثة” بشكل أكثر شيوعًا دون الإشارة إلى احترام معين. كما قد تكون أكثر شيوعًا في حالات التحقيقات أو الأبحاث الجنائية.
في السياق الطبي أو القانوني، يُستخدم مصطلح “الجثة” للإشارة إلى جسم الإنسان بعد الوفاة من منظور تقني. في تشريح الجثث، يتم استخدام هذا المصطلح للإشارة إلى الجسم الذي يتم فحصه لتحديد أسباب الوفاة أو جمع الأدلة.
كلمة “الجثة” أكثر حيادية في التأثير العاطفي. في سياق الأخبار أو التحقيقات، وقد تكون الاستخدامات أكثر تركيزًا على الجانب الواقعي والموضوعي.
(ب) الجثمان:
الجثمان أيضًا يشير إلى الجسم الميت، ولكن في سياق ديني أو أدبي، ويعكس احترامًا أكبر للشخص الذي توفي. يستخدم المصطلح في سياقات تركز على تكريمه وإكرامه، مثل في مراسم الجنازات أو الأوصاف الأدبية التي تعبر عن احترام وتقدير للمتوفى، وخصوصا إذا كان شهيدا.
في النصوص الدينية أو الأدبية، يُستخدم مصطلح “الجثمان” بشكل أكثر تكريميًا. في القرآن الكريم، على سبيل المثال، يُذكر “الجثمان” في سياق يرتبط بالاحترام والاعتراف بشخصية المتوفى. وبالإضافة إلى ذلك، في الأدب العربي، يستخدم “الجثمان” لتقديم صورة تملؤها الهيبة والكرامة.
في الحياة اليومية، يُستخدم “الجثمان” في سياق مراسم الجنازات أو في الحديث عن دفن المتوفين، حيث يعكس الاحترام والتقدير للشخص الذي رحل. تُستخدم كلمة “الجثمان” أيضًا في العبارات التي تشير إلى الاحتفاظ بالكرامة عند التعامل مع الموتى، مثل “الجثمان الطاهر”.
في ثقافات أخرى، قد يتم التعامل مع كلمة “الجثمان” بشكل أكثر رسمية واحترامًا. في المجتمعات التي تركز على التقاليد الدينية أو الثقافية، قد يُستخدم “الجثمان” للدلالة على الاحترام والتقدير في سياق الجنازات والمراسم الخاصة.
في السياق الطبي، قد يُستخدم “الجثمان” بشكل أقل شيوعًا، ولكن قد يكون له دلالة أعمق في سياقات معينة، مثل عند التحدث عن الجثمان في إطار الإعداد للدفن أو التشييع.
كلمة “الجثمان” غالبًا ما تكون ذات تأثير عاطفي أكثر، حيث تعكس الاحترام والتقدير للمتوفى. تُستخدم في سياقات تشير إلى المشاعر الإنسانية والاحترام عند التعامل مع الموتى.
الخلاصة
على الرغم من أن “الجثة” و”الجثمان” يشيران إلى الجسم الميت، فإن هناك فروقات واضحة في استخدام كل منهما. “الجثة” تُستخدم بشكل أكثر حيادية وتكنيكي، بينما “الجثمان” يحمل دلالات من الاحترام والتقدير. يمكن أن يختلف استخدام كل منهما بناءً على السياق الأدبي، الديني، القانوني، والثقافي.
فهم هذه الفروقات يمكن أن يساعد في اختيار المصطلح الأنسب في السياق المناسب، مما يعكس الاحترام والتقدير للشخص الذي توفي ويعزز من مكانة الشهداء في وجدان شعوبهم.