حزب الله: انفجار أجهزة “بايجر” كانت لدى عدد من العاملين في الحزب والأجهزة المختصة تقوم بالتحقيقات
انفجرت عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ”بايجر” والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة، وقد أدّت هذه الانفجارات الغامضة الأسباب حتى الآن إلى استشهاد طفلة واثنين من الأخوة وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة، وذلك قرابة الساعة (15:30) من بعد ظهر اليوم الثلاثاء.
وأعلنت العلاقات الاعلامية في حزب الله أن الأجهزة المختصة في حزب الله تقوم حاليًا بإجراء تحقيق واسع النطاق أمنيًا وعلميًا لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة، وكذلك تقوم الأجهزة الطبية والصحية بمعالجة الجرحى والمصابين في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية.
وقالت العلاقات في بيان “نسأل الله تعالى الرحمة لشهدائنا الأبرار على طريق القدس، وندعو للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل”.
ودعا حزب الله أهلنا الكرام إلى الانتباه من الشائعات والمعلومات الخاطئة والمضلّلة التي تقوم بها بعض الجهات بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني، لا سيما أنّ ذلك يترافق مع خطابات التهويل والتهديد للعدو الصهيوني وما يُسمّيه بتغيير الوضع في الشمال”.
وأكد حزب الله ان المقاومة بكافة مستوياتها ومختلف وحداتها في أعلى جهوزية للدفاع عن لبنان وشعبه الصامد.
وحمل حزب الله العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة.
وقال حزب الله إنه “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى بعد ظهر هذا اليوم”.
وأضاف حزب الله “انّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا لأهلنا الشرفاء في قطاع غزة والضفة الغربية وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا في الدنيا والآخرة”.
وأكد حزب الله “انّ هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد”.
وزير الصحة” الحصيلة الأولية للحادث الامني 9 شهداء من بينهم طفلة وحوالى 2800 جريح
وعقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض مؤتمرا صحافيا طارئا تناول فيه الحدث الامني الذي شهده لبنان بعد ظهر اليوم وتداعياته الصحية.
وقال” “حوالى الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم، بدأت تفد إلى طوارئ المستشفيات اعداد كبيرة جدا من الجرحى المصابين بأجهزة الاتصال pager التي كانت بحوزتهم، وذلك في المناطق التالية: الضاحية وبيروت والجنوب ولا سيما صور والبقاع”.
اضاف: “حتى الآن سجلت غرفة الطوارئ الصحية في وزارة الصحة العامة حوالى 2800 جريح، حالة حوالى مئتين منهم حرجة وتطلبت إجراء عمليات جراحية أو إدخال إلى أقسام العناية الفائقة وتم تقديم أكثر من مئة وخمسين وحدة دم. وسجل في حصيلة أولية سقوط تسعة شهداء من بينهم طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات.وبلغ عدد المستشفيات التي شاركت في استقبال الجرحى حوالى مئة”.
وتابع: “إن غالبية الاصابات التي سجلت توزعت بين الوجه والبطن واليد والعيون، والكثير من الاصابات وجهت إلى غرف العمليات لتحصل على العناية اللازمة”.
وأكد الأبيض أن “التنسيق كان كبيرا جدا بين غرفة الطوارئ التابعة لوزارة الصحة العامة وبين الأجهزة الاسعافية والمستشفيات والأطباء، حيث حصل تواصل سريع بين الوزارة والشركاء من اللحظات الأولى للحادث ما اتاح للوزارة توزيع المرضى على المستشفيات”، منوها بأهمية “التعاون مع نقابتي الأطباء والمستشفيات في هذا المجال”.
وختم الأبيض طالبا “الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى متمنيا استقرار الأوضاع”.
وردا على اسئلة الصحافيين نفى الأبيض “معلومات تم تناقلها حول ان احد المستشفيات تخلصت من أجهزة الpager قبل حوالى اسبوع بعد معلومات وردتها، كما نفى معلومات أخرى حول ان مستشفى رفض استقبال جرحى الحادث.
وتمنى على “وسائل الإعلام اخذ المعلومات من مصادرها ولا سيما المعلومات الصادرة عن مركز الطوارئ التابع لوزارة الصحة العامة”، مكررا التأكيد أن “التجاوب الذي حصل بين الوزارة والمستشفيات وفرق الاسعاف كان ممتازا”.
وبالتزامن، أعلنت قوى الأمن الداخلي سقوط إصابات جراء تعرض أجهزة اتصالات لاسلكية من أنواع معينة في عدد من المناطق اللبنانية ولا سيما في الضاحية الجنوبية للتفجير. وطلبت قوى الأمن الداخلي من المواطنين إخلاء الطرقات تسهيلًا لإسعاف المصابين ونقلهم.
وخلال جلسة مجلس الوزراء، تبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء بالحوادث الأمنية التي تحصل في عدد من المناطق اللبنانية.
وطلب ميقاتي من وزير الصحة العامة فراس الأبيض مغادرة الجلسة واستنفار كل أجهزة الوزارة لمواكبة معالجة الجرحى في المستشفيات.
بدورها، طلبت وزارة الصحة من جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية ولا سيما المتاخمة لأماكن حصول الإصابات الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة إلى خدمات الطوارئ. كما دعت الوزارة المستشفيات إلى البقاء على تنسيق معها لسرعة توزيع الإصابات وضمان السرعة في علاجها.
واستنفرت مستشفيات مدينة صيدا كوادرها الطبية والاستشفائية واستدعت طواقمها الاسعافية بعد ظهر اليوم اثر توافد عدد من الجرحى للمعالجة من صيدا وقضائها وحارة صيدا جراء اصابتهم بانفجار اجهزة المناداة السلكية “Pager” , التي كانوا يحملونها.
وقد شوهدت سيارات الاسعاف التي تنقل المصابين تهرع في شوارع المدينة، كما وزعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي نداءات للتبرع بالدم من من جميع الفئات، وتواصل كافة الطواقم الطبية والإسعافية بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني وكافة الهيئات الصحية نقل الجرحى من مناطق خارج صيدا.
كما عمليات سيارات الإسعاف في مدينة صور على نقل الجرحى إلى مستشفيات المدينة.
ودعت “هيئة الطوارئ المدنية في لبنان” في بيان، “جميع اللبنانيين القادرين على التبرع بالدم للتوجه الى المستشفيات بأسرع وقت ممكن، كما دعت الاطباء لا سيما المنتسبين اليها الى التوجه الى المستشفيات للمساعدة في انقاذ الجرحى ومعالجتهم.
وطلبت الى اللبنانيين في مختلف المناطق التزام البيوت واخلاء الطرقات تمكينا لسيارات الاسعاف والاطقم الطبية والتمريضية والراغبين بالتبرع بالدم من الوصول بشكل عاجل الى المستشفيات”. وختمت: “نسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى”.
هذا ووجه نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش، نداء عاجلا الى جميع الاطباء، بخاصة أطباء الجراحة العامة وجراحة العضم والشرايين وأطباء الترميم والاطباء من كل الاختصاصات للتوجه فورا الى مراكز عملهم او اقرب مستشفى واستقبال المصابين والجرحى والعمل على التخفيف من الامهم”.