الرئيس لحود في تحليل نظري للظرف الراهن : اليوم لسنا وحدنا / حسان الحسن
حسان الحسن ( لبنان ) – الثلاثاء 24/9/2024 م …
يومًا بعد يوم يستفحل الخطر الصهيوني على لبنان، خصوصاً على الوضعين الأمني والاجتماعي في الآونة الأخيرة، يؤازره إعلام مأجور وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، يحاولون النيل من عزيمة بيئة المقاومة الإسلامية، وبالتالي ضرب معنوياتها وثقتها بالمجاهدين ودورهم في مواجهة هذا العدو، كذلك محاولة تأليب الرأي العام اللبناني على هذه المقاومة، من خلال تنظيم حملاتٍ تضليليةٍ، تستخدم فيها شعاراتٍ ممجوجةٍ، تعود إلى ثمانينيات القرن الفائت، تهدف بمجملها إلى التعمية على جرائم العدو “الإسرائيلي”، وتحميل المقاومة مسؤولية ما يحدث من جرائم قتلٍ ودمارٍ حلت بالبلد بفعل الإجرام الصهيوني، إثر مساندتها للمظلومين في قطاع غزة.
وسط هذه الأجواء، كيف يقرأ التطورات الأخيرة، أحد أبرز الأركان الداعمين للمقاومة ودورها؛ فخامة المقاوم الرئيس العماد إميل لحود، كما لقبّه قائد المقاومة السيد حسن نصرالله، لذا فهو اللقب المحبب على قلب العماد لحود، الذي يجزم من جهته، أن “المدرسة الإنسانية والجهادية التي خرّجت نخبًا وطنيةً، خاضوا بإمكاناتٍ متواضعةٍ جدًا في أصعب الظروف، أشرس المعارك البطولية ضد عدوٍ مجهزِ بأقوى وأحدث تجهيزٍ عسكريٍ في المنطقة، وانتصروا عليه، ودحروه عن لبنان في العام 2000، ثم أعادوه من حيث أتى، يلملم ذيول الخيبة في تموز 2006، وكان المجتمع الدولي وقتذاك داعمًا للعدوان على لبنان، باستثناء سورية وإيران اللتين وقفتا إلى جانبنا، ورغم كل حجم الضغوط والتآمر حققنا نصرًا مبينًا، بفضل الثقافة الإنسانية والعقائدية التي يتمتع بها المقاومون أولًا، ثم بفضل حضورهم الميداني وجهوزيتهم الدائمة لمواجهة العدو وهزيمته”.
ويرى الرئيس لحود أن “ظروف المعركة راهنًا أفضل بكثيرٍ من الظروف السابقة، كون المقاومة منضويةً في محورٍ كبيرٍ ممتدٍ من إيران إلى اليمن إلى العراق ثم سورية وصولًا إلى لبنان، كذلك فإن هذا المحور على تنسيق دائمٍ مع روسيا والصين”. ويذكّر أن “المقاومة اللبنانية خاضت حربًا إلى جانب القوات الروسية لتطهير سورية من رجس الإرهاب التكفيري”.
لا بل أكثر من ذلك، يرى فخامة المقاوم أن “اللحظة التاريخية المؤاتية لهزيمة الكيان الإسرائيلي، مرت منذ نحو عام، أي إثر انطلاق عملية طوفان الأقصى”. ويسأل: “أين أصبح مخطط تطبيع العلاقات العربية – الإسرائيلية؟ وهل تمكّن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وحكومته من هزيمة المقاومة الفلسطينية بعد حربٍ إجراميةٍ شارفت أن تدخل عامها الثاني؟ وهل استطاع وفريق عمله من تطمين المستوطنين في شمال فلسطين وسواها، بالتالي إقناعهم بعدم الهجرة إلى أوروبا وسواها، إثر فتح المقاومة اللبنانية لجبهة إسناد غزة؟ وماذا عن إنتاج المعامل القائمة في شمال فلسطين المحتلة؟ وهل من استثمارات مختلفة خلف الحدود مع لبنان؟ وهل يجرؤ أي صهيونيٍ على الاستثمار مجددًا في الشمال الفلسطيني”؟
أما نجل الرئيس المقاوم وحامل الأمانة، أي “دعم المقاومة ودورها”؛ النائب السابق إميل إميل لحود، فيرفض التعليق على كلام من وصفهم بـ”التافهين” الذين يحاولون النيل من عزيمة أهل المقاومة، عبر إشاعة “الأجواء الانهزامية” عقب وقوع أي خرقٍ أمنيٍ يحققه العدو في حربه مع المقاومة اللبنانية، أو أي جريمة اغتيالٍ يقترفها في حق اللبنانيين، ويسأل لحود الابن بكل موضوعية: رغم هول الكوارث التي حل بلبنان أخيرًا جرّاء سلسلة الجرائم التي اقترفتها “إسرائيل”، ماذا حقق نتنياهو على صعيد الأهداف الاستراتيجية؟ هل تمكّن من إعادة المستوطنين إلى الشمال؟ وهل منع إسقاط صواريخ المقاومة التي تصيب عمق هذا الكيان الغاصب؟ وهل نجح في إبعاد المقاومين بعض الكيلومترات عن الحدود مع فلسطين كما كان يسعى؟ والأهم من ذلك كله: هل تمكن وحليفته الولايات المتحدة من التخلص من الصواريخ الدقيقة التي تمتلكها المقاومة (التي لم تستخدم أي صاروخٍ منها حتى الساعة)، بعد ممارسة أقصى الضغوط الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية على البلد منذ العام 2017 مرورًا بـ2019، وصولًا إلى اليوم؟ وهل نجح في تأليب الرأي العام اللبناني عمومًا وبيئة المقاومة، خصوصاً على حزب الله؟ بل عكس ذلك، فقد أدى عدوانه إلى التفاف اللبنانيين حول المقاومة، بعد تخطيهم كل الحواجز المذهبية والطائفية التي عمل العدو ومن يقف خلفه على رفعها في وجههم منذ العام 2005 وما قبل أيضًا… هذه الاسئلة الذي يجب أن تطرح، “لا شعوذة بعض الإعلام التافه والمأجور” ودائمًا برأي النائب السابق لحود وعلى حد تعبيره. وفي السياق يسأل أيضًا: لو نجحت “إسرائيل” في تحقيق أهدافها أو كانت فعلًا قادرة على ذلك، لماذا إذًا توفد الولايات المتحدة مبعوثها أموس هوكشتاين الى لبنان للتفاوض غير المباشر مع حزب الله؟ ويقول لحود: “كفى دجلًا وكذبًا وتعمية على الحقائق”.
واستعاد نائب المتن الشمالي السابق مشهد صيف العام 2006؛ عندما راهن بعض الداخل على هزيمة المقاومة، ففشلت مراهنته ومني بالخيبة، واليوم أيضًا لم ولن يحصد المراهنون عينهم إلا الخيبة والفشل… وإن ما النصر صبر ساعة، يختم لحود الابن.