قوة حزب الله تكمن في دمشق / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الجمعة 27/9*2024 م …  




إن ما تتعرض له لبنان لا يقل خطورة عن ما تواجهه سورية، إنه الإرهاب الذي يستهدف قدرات ما تبقى للأمة العربية من أمل، وفي الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوترات بين رجال المقاومة اللبنانية والجيش الإسرائيلي،، وتختلف كل يوم عن سابقه، تؤكد دمشق بأنها في خندق واحد مع حزب الله وأن سورية دائما داعمة للمقاومة، و أنها ستقدم كل ما في وسعها لدعم لبنان وفلسطين.

في ظل التطورات الجارية في المنطقة يتابع الرئيس الأسد الله مجريات المواجهة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال وما يحدث في لبنان ساعة بساعة ولحظة فلحظة، من خلال تواصله المباشر مع القيادات الميدانية للمقاومة ليقول للجميع…أننا معاً على قلب رجل واحد… فلا بد من وقفة حاسمة وشديدة في مواجهة الاحتلال ودحره وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها. ومن هنا قان قوة حزب الله تكمن في دمشق وطالما أن سورية داعمة لحزب الله فسيبقى قوياً… ومن أراد أن يقضي على قوة الحزب لا بد من تغيير المعادلة في دمشق.

في هذا  السياق سورية جزء حيوي لا ينفك عن محور المقاومة وقضاياه، ويتجسّد ذلك من خلال حضوره العسكري والسياسي، حيث بات الجيش العربي السوري قوةً حاضرة إلى جانب محور المقاومة، ورقماً صعباً في حسابات وخطط تل أبيب والبيت الأبيض.

وعلى خط مواز، ينظر أبناء الشعب السوري إلى محور المقاومة كآخر أمل، لاستعادة العزة والكرامة والحرية المسلوبة منذ وقتٍ طويل، وقد أقيم في دمشق حفل تأبين مركزي لتكريم قادة المقاومة الشهداء من فلسطين ولبنان، والذي كان بمثابة رسالة قوية للتحدي والوحدة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر في المنطقة، وخاصة ضد لبنان وغزة، ورسالة بقدرة رجال الله على التحدي وكسب الرهانات الصعبة، وتجاوز الصعاب، فالمؤشرات كلها اليوم في هذه الحرب تؤكد أن إسرائيل ومن ورائها على عتبة النهايات

ولا يمر يوم إلا ونحن نشاهد بالصورة عمليات نوعية ينفذها أبطال المقاومة في أكثر من جبهة وإنهيارات ونكسات تطال مواقع الجيش الاسرائيلي، ولكن الإنتصارات الأخيرة في غزة كشفت الكثير من الحقائق، وقضت على الحرب النفسية، وأثبت المقاوم بسالته وشجاعته وتفانيه في تحرير بلاده، واستعداده للتضحية بحياته في سبيل وطنه، وأن المقاومة اللبنانية لن تدع إسرائيل الإرهابية تفرح كثيراً ولن تترك لها فرصة لالتقاط أنفاسها التي استعملت فيها كل أدوات ووسائل الحروب الباردة والساخنة ضد الشعب اللبناني

اليوم ينتظر الكيان الصهيوني والغرب، وتترقب أميركا ومعها العالم كله خطاباً هاماً من السيد حسن نصر الله لمعرفة ما سيقرُّ عليه رأيه، ولإدراكهم أن صمته ينطوي على الحكمة والخبرة العميقة تزرع الذعر والخوف في نفوس الاسرائيليين، ولعلها تشكل جزءاً لا يتجزأ من الحرب النفسية التي يشنها السيد ضدهم.

لذلك  ستنجلي الأيام القادمة عن تداعيات هامة وكبيرة لهذه الحرب أهمها انحسار الهيمنة العسكرية الإسرائيلية على المنطقة لصالح توازن قوى جديد يفرضه محور المقاومة، فهناك شرق أوسط جديد سيظهر، لكنه ليس وفق رغبات تل أبيب، وإنما وفق توازن القوى الجديد، كل هذه التطورات المتوقعة تشكل مفصلا تاريخيا يؤثر بصورة كبيرة على كل المخططات والسياسات الإسرائيلية- الغربية في المنطقة، وستدخل المنطقة في مرحلة تاريخية جديدة تهدد بقاء إسرائيل وقدرتها على الاستمرار في السيطرة على ثروات المنطقة، ولهذا فإن القوّة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله والقادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل، فضلاً عن قدراته الهجومية التي لا تزال في إرتفاع مستمر، ليس لمصلحة إسرائيل في فتح جبهة مع حزب الله، ليصل الأمر بالمقابل إلى إعتبار أن سيناريو الحرب القادمة مع حزب الله سيكون الأخطر في تاريخ إسرائيل.

مجملاً… إنَّنا أمام لحظة تاريخية فارقة في مسيرة هذه الأمة، لحظة غير مسبوقة، فالانتصارات التي تتحقق على أرض فلسطين ولبنان، تؤكد أن النصر بالفعل “قد أتى”، لذلك آن الأوان أن تتلاحم كافة الفصائل والحركات المقاومة، وأن نرى وحدة عربية حقيقية دون خلافات سياسية لتحرير جمع الأراضي المغتصبة.

ويبقى القول… نحن في سورية دولة المقاومة العربية نتطلع إلى اليوم الذي سنقاتل فيه جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني واللبناني  لاجتثاث الغدّة السرطانية وإزالة إسرائيل من الوجود…. فتحية من سورية الأبية المرابطة، إلى كل مقاوم وكل شهيد يسقط على أرض فلسطين من أجل تحريرها شبراً  شبراً.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سبعة عشر − تسعة =