حول مفهوم الحضارة / عمر بلقاضي

عمر بلقاضي ( الجزائر ) – السبت 5/10/2024 م …




بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله

سمعت احد الدّكاترة الكبار المحسوبين على التّوجّه الإسلامي يقول لأحد سفراء الغرب هذه العبارة :

(على الغرب ان يرتفع إلى مستوى الإنسانية وعلينا أن نرتفع إلى مستوى الحضارة )

فتساءلت : هل هناك حضارة من غير إنسانية ؟

وهل هناك تحضُّر أرقى من الاستلام ؟

لست ادري ماذا كان يعني بالحضارة وما مفهوم التّحضّر عند دكتورنا الجامعي الكبير

فإن كان يقصد تطوير وسائل العيش أي الجانب المادي في الإنسان من طيران في الجو وغوص في البحر وبناء ناطحات السّحاب وتطوير اسلحة الهجوم والدّفاع وكلّ صناعات البطن والفرج فهذا التّطوُّر المادي لا يعدُّ تحضُّرا إنسانيا، ماهو الا تطوُّر في المجال الحيواني والدّائرة البهيمية التي نشترك فيها مع البهائم الأخرى ، وكثيرا ما تكون الحيوانات بطبيعتها أكثر تطورا من الإنسان في هذه الميادين .

أوليس صناعة الطّائرة هو محاولة فاشلة من الإنسان لتقليد الطّيور في طيرانها ؟ فما هو الأفضل ؟ انسياب الطّائر في طيرانه بسهولة وحرّية من غير قيود مطارات ولا مسارات ولا صخب ولا نفايات ولا حوادث مهلكات ؟ أم طيران الإنسان بالطّائرة مقيّدا مربوطا ملوِّثا للبيئة بأصوات لا تُطاق ونفايات الإحتراق ؟ ثم هو ليس حرًّا يطير متى شاء وكيف شاء ويحط أين شاء ، بل هو مقيد بطائرة معيّنة ومواعيد محدّدة ومطارات معروفة ومسارات مألوفة .

أليس من أحلام الإنسان أن يصل إلى ما عليه الطّيور منذ آلاف السّنين ؟فهل الطّيور أكثر تحضُّرا من الإنسان ؟

وقس على ذلك تدابير العيش الأخرى من سكن وغذاء ودفاع

هل ناطحات السّحاب البشرية بالنسبة للإنسان أفضل من ناطحات السّحاب النّملية بالنسبة للنّمل ؟

إذا كان المقصود بالتّحضر هو التّمدن هل التّمدن الغربي حيث الأثرة والأنانية والجريمة والظّلم أفضل أم التمدن النّملي والنّحلي حيث التّعاون والتّضحية ودقّة النّظام وتكامل الأدوار ؟

المتأمّل في الحياوانات على اختلافها يلاحظ أنّها تملك مهارات في مجال عيشها لا يملكها الإنسان ويرى اكتسايها تطورا

اوَليس في الحيوانات ما يشعر بالزلزال قبل وقوعه والإنسان يحاول أن يصل الى ذلك ولم يتمكّن بعد ؟

فهل نقول عن الحوان كالدلفين والكلب انه اكثر تحضّرا من الإنسان لأنه سبق الإنسان في الشّعور بالزلزال قبل وقوعه وذلك منذ آلاف السنين؟

وفي مجال الدّفاع والهجوم من الأكثر توحّشا ؟ الحيوان الذي يُشهر نابه أو مخلبه أو منقاره  أو سمّه متى شعر بالخطر دفاعا عن حياته أو مسكنه أو انثاه أو صغاره ؟ أم الإنسان الذي يطوِّر وسائل الدّمار ويستخدمها في الظلم والاعتداء والإبادة كما يحدث في غزة وجنوب لبنان ؟

وحتّى في هذا المجال فقد أخذ الإنسان بعض المهارات الحيوانية كالتّمويه وهو متخلِّف فيها كثيرا عن الحيوان الذي زوده الخالق بها وهو يمارسها منذ آلاف السّنين

فهل نقول أنّ الحيوان أكثر تحضُّرا من الإنسان في هذا المجال ؟

وهل الصّناعات الاستهلاكية من غذاء ولباس ودواء وزينة مقاييس للتّحضر ؟

أوَليست تطويرا لوظائف بهيمية مألوفة عند الحيوان ؟

وهي عنده أكثر سلامة ونفعا من الطّريقة التي طوّرها الإنسان

ماهو الأنفع والأسلم: حليب يرضعه الوليد من ثدي أمّه مباشرة أم الحليب الاصطناعي ؟

ما هو الأفضل والأكمل: عسل النّحلة الطّازج أم أنواع العسل الصّناعية التي يتدخّل فيها الإنسان ؟

ماهو الأقوى والأجمل: حرير دودة القز وخيوط العنكبوت ام المستحضرات الصّناعية البشرية في هذا المجال ؟

فهل نقول آن الحشرات أكثر تحضُّرا من الإنسان ؟

إذا كان مفهوم التّحضّر هو التّفوق في مهارات العيش فالحشرات أكثر تحضّرا من الإنسان

قال عز وجل : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ…. 73 الحج

فهم أهون وأضعف من الذّباب

وحتّى في مجال الأناقة والتّزين والجمال فالإنسان يحاول أن يتشبّه بالحيوان في ذلك ويستخدم وسائله مثل الرّيش والفرو.

أوَلسنا إذا أردنا أن نصف إنسانا بالجمال والأناقة والرّشاقة  وعذوبة الصّوت  نقول : أنيق كالطّاووس ، رشيق كالغزال ، جميلة كاليمامة ، عذب الصّوت كالعندليب؟ ، وللشّعراء إبداعاتهم في تشبيه الجمال البشري بجمال الحيوان

فهل نقول أن الحيوان أكثر تحضُّرا من الإنسان في هذا المجال ؟

لو كان التّحضر هو كثرة المأكولات وتنوّع الملبوسات وفخامة المسكونات وأبّهة المركوبات لكان قيصر الروم وكسرى الفرس أكثر تحضُّرا من سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام، ألم يكن أولئك الأباطرة والكياسرة يسكنون القصور ويلبسون الحرير والرسول صلى الله عليه وسلم يسكن الأكواخ ويفترش الحصير ؟

لو كان ذاك هو التّحضر أترى يخفى عن النّبي صلى الله عليه وسلم وهو الموجّه بالوحي من الله عز وجل ؟

يوجد خلل فادح في فهم مثقفينا  لمفهوم الحضارة والتّحضر، فهم ينظرون إليها من زاوية المفهوم الغربي الذي أخلد إلى الأرض، فلا يتصوّرونه يبتعد عن متطلّبات العيش في الأرض

لذلك تجد المتغرّبين منّا يشعرون بعقدة النّقص والتّخلف تجاه الغرب لأنّه يفوقنا في العلوم المادية والأموال التي سرقها منّا  ومن الشعوب الأخرى ، ولأنه بذلك تفوّق في المادّة ووسائل العيش ، ونسوا أنّهم يحملون كنزا حضاريا حقيقيا لم يفهموا مغزاه، فمثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا.

قل تعالى:  فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ… التوبة 55

أما إذا كان السّيد الدّكتور يعني أنّنا نحن المسلمين أيضا لسنا في مستوى التّحضّر الإسلامي وعلينا أن نرتفع إليه فهذا كلام صحيح ووجيه ومعقول .

فلا نحن بعد أن تخلّفنا ولا الغرب قارَبْنا التّحضّر الحقيقي الذي جاء به الإسلام وكرّسه في نصوص القرآن والسنة .

فما مفهوم الحضارة والتّحضّر في الاسلام ؟

من غير أن أخوض في تعاريف الحضارة لغة واصطلاحا أقول :

إنّ المتأمّل في الموجودات المحسوسة يجدها مرتّبة من الأدنى إلى الأعلى : الجماد ثم النّبات ثم الحيوان ثم الإنسان   حسب الميزات التي يمتاز بها كلّ موجود عن الآخر ، وعندما نقارن بين الإنسان والحيوان نجد التّطابق التّام من حيث التّركيب والوظائف، إي  هو مطابق له ماديا ولا يمتاز عليه إلا بخاصية روحية هي العقل قال تعالى : وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚمَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ…   الانعام38

فالعقل وحده يميّز الإنسان عن الحيوان إذا أدّى وظائفه ، وللعقل في الإنسان وظيفتان هما :

ا/ إدراك مالا يدركه الإنسان بالحواس بعملية عقلية هي التّفكير فيصل إلى معرفة الغيب سواء كان غيبا جزئيا كالحقائق العلمية التي يصل إليها بالمقارنة والاستقراء والاستنتاج اعتمادا على الحواس ، أو غيبا مطلقا وهو الإيمان بعالم الغيب الذي لا يمكن الوصول إليه بالحواس وحدها كالإيمان بوجود الخالق سبحانه والملائكة والآخرة وتصديق الأنبياء والكتب السّماوية ، وهذا يوصَل إليه باستخدام العقل والتّفكير بناء على إدراكات الحواس قال عز وجل : وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون… النحل78

أي باستخدام الحواس والعقل تكسبون العلم والإيمان وتشكرون الخالق الكريم بعبادته والخضوع له،

لذلك نجد القرآن الكريم يدعو إلى تأمّل المخلوقات والسّنن الكونية والظّواهر الطّبيعية والتّفكر فيها للاستدلال بها على وجود الخالق سبحانه ووحدانيته وقدرته وصفاته، ويأمر بتدبّر القرآن والاعتبار بسير الأمم السّابقة المؤمنة والكافرة.

قال عز وجل : قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ ( يونس101

وقال سبحانه : الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( آل عمران191

وقال سبحانه : وفي الأرضِ آياتٌ للمُوقِنينَ وفي أنفسكمْ أفلا تُبصِرُونَ…20/22 الذاريات

وقال عز وجل : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا… 24 محمد

وقال  سبحانه : كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ... 29 ص

ب/ ضبط سلوك العاقل وحجزه عن الوقوع في المضار والمهالك وما تسوء عاقبته، فالعقل يقدِّر عواقب التّصرف من قبل أن نقدم عليها سواء كان قولا أو فعلا، فان كان خيرا أقدم عليه وان كان شرا أحجم وامتنع ، ولا توجد مضار أسوأ من مضار الآخرة ، فان كان العاقل يفرُّ من المضرّة المحسوسة فهو من المضرّة الغيبية اشدُّ فرارا ، وإذا كان يسعى للمنفعة الدّنيوية فهو من أجل المنفعة الأخروية أكثر سعيا وحرصا، بل يهديه عقله إلى تفضيل ما يبقى على ما يفنى وذاك عين الرّشد والحكمة .

إنّ استخدام العقل بوظيفتيه يؤدّي إلى نتيجتين هامّتين هما قِوام الحضارة الإنسانية الرّاشدة وهما :

ا/ الوصول إلى حقائق واكتشافات علمية تُحسِّن وتُطوِّر الجانب المادي لحياة الإنسان ، وقد دعا القرآن الكريم إلى استغلال الكون المُسخّر للإنسان والاستفادة من الخيرات والسّنن المكنونة فيه حيث اعتبر الإنسانَ خليفة الله على الأرض يُعمِّرها ويستفيد مما سخّر الله له فيها.

قال عز وجل : وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ…13 الجاثية

فهذه الآية وحدها تفتح باب البحث العلمي على مصراعيه أمام الإنسان المسلم لأنّها تنبِّهه إلى أنّ كلّ شيئ في الكون علويه وسفليه نباته وحيوانه وجماده فيه منفعة له عليه أن يصل إليها، وفي ذلك فليتنافس النّاس والأجيال ، وهذا الجانب نبغَ فيه المسلمون الأوائل وبرع فيه الغرب بعد أن انتقلت إليه كتب ونظريات المسلمين .

ب/ الوصول إلى العلم بالغيب والإيمان اليقيني الصّادق بوجود الله تعالى والايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والحساب والجزاء، وهذا الإيمان يجعله يدرك حقيقته وهدفه في الحياة والمنهج الذي عليه أن يسلكه فيها ، فيخضع لله ويسلم له ويتبع منهاجه، فيسلم من الضّلال والغرور والكبر والأنانية والجشع والطّمع والحسد والظّلم وسائر الصّفات والتّصرفات الذّميمة التي يشقى بها إنسان هذا العصر.

ويتّصف بالتّواضع الرّحمة والإيثار والعفّة والطّهارة والعدالة والقناعة والإنسانية ، فيكون مجتمعه متكاملا متعاونا متسامحا كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضا ،كما جاء في الجديث النبوي ،ويسلَم من الجرائم والآفات الاجتماعية ، أي يكون على الفطرة التي فطر الله عليها المخلوقات قال تعالى : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ…30 الروم

وهكذا يسمو الإنسان عن مرتبة الحيوان إلى عالم الرّوح عالم الفضيلة والإيمان والسّمو الأخلاقي ويتوسّع أفق نظرته للوجود والحياة، فيرى نفسه عبدا لرب عظيم كريم رحيم ،ويرى البشرية على اختلاف الأعراق والألوان والبلدان واللّغات أسرة واحدة أفضلها أكثرها خيرية وتقوى ، بل يرى الحيوانات والنّباتات مثله في الخلق، فلا يؤذيها ولا يفسدها ويستفيد منها بعقلانية من دون تبذير ولا نهم ، ويرنو بنظره الإيماني إلى حياة أسعد وأكمل وأطهر وأطول، وهي حياة الجنّة ، فيزهد في حطام الدنيا ولا يراه هدفا في الحياة بل وسيلة لهدف أسمى وأعلى ، لذلك يكون كريما متسامحا يؤثر على نفسه ، خيِّرا رحيما متواضعا متعاونا طاهرا في باطنه وظاهره، وهذا هو التّحضّر الإنساني الحقيقي الذي جاء به الإسلام ويدعو اليه ، تحضُّر يجمع بين التّطور المادي والسُّمو الروحي الأخلاقي .

أما اذا سخّر الإنسان قدراته العقلية لخدمة غرائزه وطبيعته المادية الحيوانية وأغفل أهمّ جانب فيه ألا وهو الرّوح ، فإنّ العقل سينزل به إلى أدنى من مرتبة الحيوان، لأنّ الحيوان غرائزه مهذّبة مضبوطة بالميزان الإلهي، لكنَّ الإنسان مكلّف بما أوتي من عقل وتوجيه إلهي بضبط غرائزه بنفسه، فإذا تمرّد واستعمل عقله وعلمه في خدمة الجوانب السّلبية في طباعه فيكون أنانيا متوحِّشا ظالما مفسدا متكبِّرا…

وهذا حال التّطوّر الغربي الذي يمكن أن نصفه بالتّطوُّر في الحيوانية والتّوحُّش ، لأنّه توقّف بالإنسان عند جانبه التّرابي الحيواني فسخّر العقل والعلم في خدمة الغرائز مما جعل العالم يعاني من ويلاته إنسانا وحيوانا ونباتتا وبيئة

وهاهي مظاهر ذلك التّوحش تتجسّد في الحروب المدمِّرة ،وتلوُّث المناخ والمحيط ،والاحتباس الحراري، وانتشار الرّذائل والمفاسد…. والزّواج المثلي ومجازر غزّة وجنوب لبنان تؤكّد للعالم والتّاريخ توحُّش المدنية الغربية وأتباعها.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

عشرين − ثمانية =