من زيتون فلسطين إلى أرز لبنان: صفر هي المسافة الى النصر بزوال اسرائيل؛ سَّمَاءُ الكيان “كَالْمُهْلِ”، وجِبَالُ الكيان “كَالْعِهْنِ”! / الياس فاخوري




الياس فاخوري ( الأردن ) – السبت 12/10/2024 م …
أتذكرون الدعوة لتغيير الشرق الأوسط من لبنان/ولادة شرق أوسط جديد من لبنان:
 
– جورج بوش بعد اجتياح العراق .. من خلال ايهود اولمرت وكونداليسا رايس  
النتيجة: هزيمة 2006
 
– قرار أمريكي/اطلسي .. من خلال النتن ميلكوفسكي وأنتوني بلينكن
النتيجة: هزيمة 2024
 
بالعودة لعام 2006 وحسب الوثائق الأميركية، انقلبت دعوة نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، “الاسرائيليين” عليه وعليهم فألقت المقاومة “بجثثهم (الاسرائيليين) للكلاب”! ومنذ الأسبوع الثالث لحرب الـ 33 يوماً، أعرب ايهود أولمرت عن قناعته أنه إنما يخوض حرباً عبثية، فصُعِقت ادارة الرئيس الأميركي، جورج دبليو بوش (تشيني , دونالد رامسفيلد , وبول وولفوويتز , وريتشارد بيرل , ودوغلاس فايث , وكوندوليزا رايس) من وبهشاشة رئيس الحكومة “الاسرائيلية”، ومعه ومعهم ذلك “القطيع” من الضباع الاسرائيليين .. وكان جنرال إسرائيلي قد سأل رئيس الأركان، الجنرال دان حالوتس، مستنكراً: “هل يريد الأميركيون أن يصيبنا في لبنان ما أصابهم في فيتنام ؟” .. اما “هاآرتس”  فقد كتبت ” منذ اليوم الأول للقتال شعر جنودنا بأنهم يقاتلون الأشباح”!
اما اليوم فلا تغرّنك الحملات السيبرانية والاغتيالات، والعقوبات بالتدمير والذبح والابادة، ومحاولات الهجوم والتوغل البري  .. وهذا مسار حرب الإبادة الأخيرة وجرائم الإرهاب الجماعي في لبنان يتماهى مع تاريخ اسرائيل والحركة الصهيونية .. تذكروا رفضنا للاستعمار وحتى للممالك الصليبية .. ومع ذلك، ما زلنا نسمع تنبيهات حول أنّ العدوّ الاسرائيلي تجاوز كل الخطوط الحمر وخرق كل السقوف!  اوليست هذه طبيعة إسرائيل ومَاهِيَّتها منذ ثلاثينيّات القرن الماضي، أي قبل النكبة!؟ اولم يسمَّمَوا آبارَنا في فلسطين!؟ أولم يبتدعوا البراميل المتفجّرة في احتلال يافا وتوسيع تل أبيب!؟ الم يفخّخوا السيارات وعربات الإسعاف والطرود ويفجّروا الفنادق والمنازل قبل النكبة!؟ هل وفّر العدو الاسرائيلي جريمة حرب في خططه الاحتلاليّة!؟ هل احترمت اسرائيل يوماً ميثاقاً أو اتفاقيّةً أو عهداً أو وعداً!؟ هل يفهم هذا العدو غير لغة القوة، وهل يتراجع الا ذليلاً تحت ضربات المقاومة!؟
نعم، اليوم التالي لنا والحرب بتوقيت ساعتنا .. اليوم التالي لاهل الميدان – مقاومين، حسينيين، مستمرين .. وعليه، أكرر الأسئلة التى جاءت في بعض مقالاتي منذ منتصف شهر ايلول الماضي .. وللمحتفين تمجيداً بالقوة الإسرائيلية وتصويرها على الطريقة الهوليوودية في فيلم رامبو، وكأن كبتاً كان قد حلّ بهم خلال ما مضى مُنذ ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 لينفجروا الان، نسأل:
 
– هل تعطلت جبهة الإسناد اللبنانية!؟
– هل ترك الاسرائيليون الملاجئ والأماكن المحصنة؟
– هل عاد المستوطنون إلى شمال فلسطين المحتلة، وهل عاد ابناؤهم الى المدارس!؟
– هل تم محو كل وجود لحركة حماس في القطاع!؟
– هل تمّت السيطرة على غزة!؟
– هل اهتزت بنية او بيئة، او إرادة المقاومة!؟
– هل تأثّر نظام القيادة والسيطرة لدي المقاومة!؟
– هل تقلّص حضورالمقاومة في الجبهات!؟
– هل تم الإفراج عن المحتجزين لدى حماس!؟
– هل تم تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية!؟
– هل تم تهجير سكان غزة إلى سيناء!؟
– هل عادت السفن المتوجهة الى موانئ الاحتلال للعبور من البحر الأحمر!؟
– هل عاد ميناء أم الرشراش (إيلات) للعمل!؟
– ماذا عن الهجرة المعاكسة، وعن اعداد الضباط والجنود والمسؤولين الاسرائيليين الذين تقدموا باستقالاتهم أو امتنعوا عن القتال واداء “الواجب”!؟
– ماذا عن مئات آلاف الاسرائيليين طالبي الاستشارات النفسية المصابين بمتلازمة الطوفان!؟
– ماذا عن حال الاقتصاد والأمن في مدن الاحتلال وحال الكهرباء،ومصير منصات النفط والغاز وخزانات الأمونيا!؟
– وماذا عن تزايد الانقسامات والتصدعات والاهتزازات الكبيرة والخطيرة في الداخل “الإسرائيلي” على الصعيدين السياسي والاجتماعي عداك عن التحديات القانونية العالمية والانكفاء والانعزال في الساحة الدولية!؟
أعلن “النتن ميلكوفسكي” “حرب القيامة” ظنّاً منه (وبعض الظن اثم) انه يرمي لبنان وغزة والمنطقة على طريق الجلجلة، ولكن صدى صرخات ايهود باراك “لا تذهب بنا الى جهنم”، وتحذيرات أوستن “اياكم وجهنم” ما فتئت تطارده! اماالمقاومون فرحّبوا قائلين: “بكل الشوق، جهنم تنتظركم”!
الم يحدث هذا في جنوب لبنان، بالأيدي العارية، لا بالقاذفات ولا بالدبابات، حيث تمكن المقاومون من اجتثاث أي اثر للاحتلال عام 2000؟ ثم الم يتكرر المشهد عام 2006 ببكاء الميركافا؟ واليوم ترون كيف يواجه المقاومون اياهم محاولات “التوغل” بعد “التغول” بالأرمادا العسكرية الاسرائيلية، بالأسلحة الأميركية عظيمة التطور وشديدة الفتك، وبالترسانة الالكترونية التي “ترصد حتى دبيب الملائكة في العالم الآخر” .. وهنا لا بد من بابلو نيرودا فنستعير قوله عن حرب فيتنام: “حيث أزهار الاقحوان تكسر ضوضاء الأعاصير”!
 
انهم، لن أملَّ تكرارها، مقاومون حسينيون مستمرون يَرَوْن “النتن ميلكوفسكي” مجرد هيكل عظمي  كما قدّمته لافتة احدى تظاهرات “تل أبيب” – وان ببهرجةٍ سِيبرانية! لا يغرنّك انتفاش الطغاة، ففي قمّة ثقتهم بالنصر يقلب الله الموازين وتأتي الهزيمة من حيث لا يحتسبون وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ العداةُ ليهزموكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ: “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” (الأنفال -٣٠)!
“اسرائيل الى زوال” كما وكم بشَّرت ديانا ..من زيتون فلسطين إلى أرز لبنان: صفر هي المسافة الى النصر بزوال اسرائيل؛ سَّمَاءُ الكيان “كَالْمُهْلِ”، وجِبَالُ الكيان “كَالْعِهْنِ”!

 
فاذهب الى “المعارج” واقرأ: “فاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)”!
واذ يطالعنا الشهداء الذين “صعدوا” والسماء ووجه “ديانا” ببسمة لكأنها بسمة انبياء، نستذكر سميح القاسم:
 
“هنا سِفرُ تكوينهم ينتهي.
هنا .. سفر تكويننا .. في ابتداء!”
 
الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
 
الياس فاخوري
كاتب عربي أردني

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ستة + اثنا عشر =