التنبؤات … هل هي خزعبلات العرافات والعرافين أم هي تنبؤات بإملاءات أجهزة المخابرات ؟ / فواد الكنجي


فواد الكنجي ( العراق ) – الأحد 13/10/2024 م …  




 غالبا.. وقبل نهاية كل عام؛ تتسابق الفضائيات.. ومحطات التلفزة..  ووسائل الإعلام.. على استضافة فئة من (المنجمين) و(المنجمات) بكون لهؤلاء (العرافين) و(العرافات) قدرات خارقة بالتوقعات للمستقبل وأوضاع البلاد السياسية.. والاجتماعية.. والاقتصادية؛ للمنطقة والعالم وقادته، وهؤلاء (المنجمين) و(العرافين) و(المنجمات) و(العرافات) يزداد إعدادهم يوما بعد يوم.. وتزداد الدعاية.. ويكثر ظهورهم على وسائل الإعلام المقروءة والمرئية.. وتزداد الفبركة الإعلامية لهذا (الهراء).. ولهذا (الدجل).. ولهذه (الخزعبلات)؛ حتى أصبحت هذه الظواهر وكأنها واقعا لابد أن نعيشه ونصدقه.  

التنجيم هو تضليل للناس وطريق للنصب والاحتيال 

فهؤلاء (المنجمين) و(المنجمات) و(العرافين) و(العرافات) بقراءتهم للمستقبل وتنبؤ بالأحداث؛ أمره ليس له فعل أو أصل في النص (الشرعي) ولا في (القانون) أو في (العلم التجريبي)؛ وهو ليس بشيء ذو صلة تنسب إليه؛  بل هو (تضليل) للناس.. وكسب بالباطل.. وتكذيب.. وطريق للنصب والاحتيال على الناس.. وزعم بالباطل ينافي ثوابت العقل.. والعلوم التجريبية، بقدر ما يكون أمر كل ما يتحدثون به مجرد كلام (شعوذة) و(دجل) لا يقدم ولا يؤخر من شيء، وكلامهم وإخبارهم ما هي إلا ادعاءات ليدسوا هذه السموم في عقول الشباب والشابات؛ مستغلين بعض ما يعانيه هؤلاء من أزمات في المعيشة والعمل.. والنواحي العاطفية.. وأيضا في التواصل مع الأخريين؛ وهو ما يسبب لهم ارق.. وإرهاق نفسي, مما يدفعهم للهروب من واقعهم ليلجئون لقراءة الأبراج بدافع التشبث بالأمل على ما يقرءونه في هذه الأبراج عسى إن يصلوا إلى أمنياتهم وأمالهم؛ وهذا الأمر ينعكس – لا محال – إلى أمور أخرى تجرف بعضهم إلى التصديق في ظل عدم الاعتماد أو السعي على تطوير قدراتهم العملية والعلمية .  

جل التنبؤات والخزعبلات العرافين وراءها أجهزة المخابرات 

وهؤلاء (المنبئون) كما تطلق عليهم وسائل الإعلام بمختلف مسمياتهم الفلكية؛  يبدأن ببث خزعبلات عبر مقابلات متلفزه وبإخراج ممتاز وبتأليف.. وتوليف.. يهرجون بسخافات.. وترهات.. وأكاذيب.. وأضغاث أحلام.. يشفون.. ويمرضون.. ويميتون.. ويحيون رؤساء دول.. وملوك.. وفنانين.. وإعلاميين.. ومفكرين.. ويزيلون هذه الدولة وتلك بالزلازل.. والفيضانان.. وأعاصير.. ويوجدون أخرى، إضافة إلى حادث طلاق هذا الفنان.. وهذا المسؤول.. وللأسف تتسابق القنوات الفضائية والصحافة الإلكترونية على نشر وبث الكذب.. والإسفاف.. والتدليس؛ بقصد تشتيت المجتمعات أو زعزعة الثقة بين أفراد وتلك الدول والشعوب.. والإفساد.. وتضليل الرأي.. وزرع بذور الشك.. والفتن.. ودس السموم في داخل المجتمعات وخلخلتها، وجل تلك (التنبؤات) و(الخزعبلات) يقف ورائها (أجهزة المخابرات) التي تلعب دورا وراء كل ما ينطق به من قبل هؤلاء (المنجمون) وتبرمجهم لصالح أو ضد (أعمال ما) أو (دول ما) ولغرض (ما)، لان كل المؤشرات توحي بان بعض هؤلاء (العرافين) و(المنجمين) –  إن لم نقل جميعهم –  هم تابعون أو قد يكونوا على مقربة من أصحاب القرار ما يساعدهم في نجاح أكبر عدد من توقعاتهم؛ أو قد يتم تجنيدهم من قبل (أجهزة المخابرات) والتي تحاول هذه الأجهزة من خلال هؤلاء (المنجمون) و(المنجمات) جس نبض الرأي العام في قضية ما.. أو حدث ما..  أو لمهاجمة دول بعينها.. أو بتنبؤ وفاة زعيمها.. أو خرابها.. أو تدمير اقتصادها.. أو اقتتال أهلها؛ وقس على ذلك كل ما يدور من خداع.. ووهم.. وحقد.. وبصور.. ومشاهد قاتمة وشائنة في أكثر من مشهد سوداوي؛ وجل هذه الخزعبلات.. والأقاويل.. والنبوءات تكون عبقه بالكذب.. والنفاق وهي من صميم كلام لـ(أجهزة المخابرات) لأنظمة الشمولية . 

أجهزة المخابرات تخصص لكل عراف أو عرافه مهام خاص 

 في كثير من الأحيان ولأغراض ترويج لحدث (ما) او لفعل (ما) تقوم باستعانة بـ(المنجمين) او (العرافين) من الذين تم تجنيدهم لخدمة مصالح النظام السياسي؛ بعد إن يتم اغلب (المنجمين) و(العرافين) تحويلهم إلى أدوات لترويج التنبؤات الداعمة للأنظمة الحكم في معظم بلدان العالم وخاصة الشرقية منها؛ التي يؤمن شعوبها بالتنجيم.. وخزعبلات قراءة الطالع؛ لدرجة التي أصبح لكل نظام حاكم مجموعة من (المنجمين) و(المشعوذين) و(العرافين) الذين يستهزئون بعقول البسطاء من الناس ويوحون لهم بتوقعات لا أساس لها.. كذبا ونفاقا، من اجل ما تقتضيه الحالة التي يراد تروجيها في (المجتمع) من قبل (أجهزة المخابرات) تماشيا مع متطلبات الأنظمة الحاكمة لبسط نفوذها وسيطرتها على أوضاع المجتمع، وهذه التصرفات من قبل الأنظمة الحاكمة ما هو إلا دليل على الإفلاس الفكري.. والمعنوي.. والثقافي؛ الذي يعانيه النظام الحاكم الذي يتبع مثل هكذا تصرفات للهيمنة على مجتمع بأسره؛ مجتمع تأثر بأكاذيب (التنجيم).. و(التنبؤات الزائفة)؛ بعد إن روج لهم إعلام السلطة بادعاء بان قراءة هؤلاء ما هي إلا مجرد استباق المستقبل من خلال الهام.. ورؤى؛ والناس السذج لا يعلمون بان كلام هؤلاء (الدجالين) قد أملء من قبل قوى (المخابرات) لـ(العرافين) و(العرافات).

 لنجد بان معظم الدول لديهم مجموعة لا حصر لهم من (العرافين) و(العرافات) ولكل (عراف) أو (عرافه) يخصص له مهام خاص للمباشرة بالقوة التأثيرية له، فمنهم من يخصص له تقويم سنوي مشحون بالحروب.. والمتفجرات.. والاغتيالات.. والنكسات الصحية للسياسيين.. والمشاهير.. ورجال الدين؛ ومنهم من يخصص له مهام الترويج بالأحداث المبهمة وبالزلازل.. والفيضانات،  فيعطون لكل حدث رمزية مبهمة قابلة لتأويل وفق كل اتجاهات وبمساحات شاسعة تطغى عليها العموميات غير محددة بالأمكنة والأزمنة؛ والتي تكون بلا حدود وبلا زمان معين يتمدد.. ويتقلص؛ وفق قواعد اللعبة المخابراتية .

فكل ما يطلقونه وينشرونه من التكهنات هؤلاء (الدجالين) من (العرافين) و(العرافات) لا يصنف كلامهم إلا بأوهام.. وأكاذيب.. وخزعبلات.. وشائعات.. وأوهام، لأنها لا تقوم على أي أساس علمي الصحيح القائم على الحجة.. والبرهان.. والمنطق.. والدليل في أي مجال كان؛ بقدر ما يكون أمره من باب غسل الأدمغة الفارغة والضعيفة؛ لأنهم إن كانوا حقا يمتلكون مثل هذه الملكة.. والقدرة.. أو القدرات الخارقة؛ لفعلوا ذلك بما ينفعوا أنفسهم ولتنبئوا بمستقبلهم الزاهر.. وجلبوا لأنفسهم كل ما ينفعهم من مال.. وخير.. وحسن الطالع، ودفعوا عن أنفسهم كل بلاء.. ومكروه؛ ولكنهم في الواقع لا يعلمون من ذلك شيئا؛ لأننا على يقين بان هذا الوسط من (المنجمين) و(المنجمات) و(العرافين) و(العرافات) ما كانت تتوسع قاعدتهم.. وشعبيتهم.. وجماهيريتهم إلا في (المجتمعات) المتخلفة الجاهلة؛  بكونها هي البيئة هي (البيئة الملائمة) لتقبل أكاذيبهم.. وأباطيلهم.. وخزعبلات والتي يخيم عليها الجهل.. والأمية.. والفقر . 

الدول الغربية هي من تستعين بالعرافين والسحرة والمشعوذين أكثر من الدول الشرقية 

يضن الكثير بان (المنجمين) و(المنجمات) و(العرافين) و(العرافات) من إفرازات (المجتمعات الشرقية)؛ لما يسود فيها من مظاهر التخلف والجهل والأمية، ولكن لو تعمقا بتاريخ شعوب العالم سنجد بان المشهد العالمي والغربي منه بنوع خاص؛ وكأنها قراءة على عكس ما هو الواقع الفعلي، بمعنى أن (الدول الغربية) و(الدول الصناعية الكبرى) ذات الإرث العلمي والمنطق – وفي ضن الكثير – هي مجتمعات بعيدة كل البعد عن المشعوذات والخرافات بكونها مجتمعات تؤمن بالعلم والمنطق وبالقراءات العلمية ومناهج العلم والمنطق، ولكن لو تعمقنا في واقع وحياة هذه المجتمعات سنجد بان هذه المجتمعات أي (المجتمعات الغربية) هي من تسعى وبشكل لا يصدق في طريق الاستعانة بـ(العرافين) و(السحرة) و(المشعوذين) في الأوقات الصعبة وخاصة في أوقات الحروب.. والأزمات السياسية الكبرى؛ ولكن السؤال المطروح هنا :

هل يمكن أن يتم التواصل مع هؤلاء من غير (أجهزة المخابرات والاستخبارات) المهيمن على مقدرات الأمور؛ بل وبتنسيق معهم ……….!

وهنا علينا أن نتساءل:

 هل كل البرامج التي قامت وتقوم عليها (أجهزة المخابرات والاستخبارات) العالمية معروفة للجميع………..؟

بالقطع نحن (لا) ندرك إلا النذر اليسير الذي تسرب عبر بعض الأقلام الصحافية ذات الدلالة على العالم السري والخفي لتلك الأجهزة، أو من خلال عمليات تجسس مضادة لقوى المعادية التي كشفت أسرار هذه الدول؛ من خلال ما تريد تلك (الأجهزة) بعينها كشفه للعالم، كجزء من الحرب النفسية التي تقودها لضمان الهيمنة والسيطرة على مقدرات الآخرين.

 ومن أمثلة بعينها في هذا السياق ما كتبه الكاتب الصحافي والمحقق (جوردن توماس) كاتب (بريطاني الجنسية) والذي توفى في عام 2017، حيث كشف في كتابه المعنون بـ(جواسيس جدعون) عن برنامج خاص لـ(وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) أطلق عليه اسم (أم كي) والذي كان من قبل قد عمل في هذا المشروع البروفيسور (سيدني غلوب) رئيس الخدمات الفنية في (وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية)؛ وقد كان الهدف من البرنامج هو استكشاف (عالم السحر الأسود وقوى الظلام)؛ علما بان المعلومات عن هذا البرنامج قليلة جدا ولا تزال كذلك، غير أن هذه الوكالة عملت على جمع فريق مدرب تدريبا منهجيا علميا وتكنولوجيا على أعلى مستوى واستطاعت الغوص في أعماق النفس البشرية؛ بجانب تفعيل كل طرق (الاستخباراتية) للوصول إلى الأشخاص يتعاطون السحر الأسود.. والخوارق.. ويمتلكون قوى خاصة في جميع أنحاء (الولايات المتحدة الأميركية)؛ وقد جرى البحث عن العرافين.. وقراء الكف.. والوسطاء المشعوذين؛ وجندوا كوكلاء.. وعملاء استخبارات؛ بوصفهم باحثين في معاهد علمية .

وقد جرى البحث عن أنجع الطرق لمواجهة برامج (الاتحاد السوفيتي) السابق بكونهم آنذاك قد حققوا طفرات متقدمة في عالم (الروحانيات والباراسيكولوجي)، وقد استطاعوا اختراق برامج (الاستخبارات الأمريكية)، وفعلا نجح البرنامج (الأميركي) في التوصل إلى سبل للتجسس عبر استخدام (الخوارق)؛ وقد بلغت المحاولات حداً غير معقول من السعي في طريق معرفة ما إذا كانت توجد وسائل يمكن من خلالها قراءة العقول أو التحكم أو لتخاطر –  أي الحديث عن بعد –  كما شملت التجارب في البرنامج ذاته محاولة (التنبؤ بالمستقبل)، إضافة إلى التأثير في حركة الأشياء المادية أو التحكم في العقل البشري.

ويذكر بان برنامج المسمى (أم كي) قد شغل (الأميركيين) طويلا فترة الستينيات، ومع بداية السبعينيات وقد بدا الأمر وكأن هناك واقعا حقيقيا لوجود (السحرة) و(المنجمين) في قلب الدوائر (الحكومية الأميركية) .

العرافين والعرافات متواجدون في كل مجتمعات العالم  

من خلال ما سبق نفهم بان (العرافين) و(العرافات) و(المنجمين) و(المنجمات) و(قراء الكف).. و(الوسطاء السحرة) و(المشعوذين) متواجدون في كل مجتمعات العالم وليس وجودهم مرتبط بمجتمع (ما)؛ بل هم متواجدون ومنتشرون في كل بيئة وفي كل مجتمع من مجتمعات العالم، ولكن تبقى عملية تصديق بما ينشرونه ويقولونه مسألة نسبية في عموم المجتمعات العالم؛ فمن يصدقهم ومن لا يكترث بهم ويعتبرون أقوالهم.. وأفعالهم.. وتصرفاتهم محض هراء ودجل؛ ليس إلا.

 ولكن ما نريد توضيحه هنا بان (نشر توقعاتهم) في وسائل (الإعلام) المرئية والمقروءة؛ وخاصة في هذه المرحلة التي تشهد انتشار وسائل التواصل.. وسائل الاتصالات الالكترونية.. والانترنيت.. وأجهزة الاتصال من اللابتوب.. والكومبيوتر.. والموبايل.. وبشكل واسع، الأمر الذي يمهد ما ينشره هؤلاء (العرافين) و(العرافات) و(المنجمين) و(المنجمات)  يصل لعدد لا حصر له من المتابعين؛ حتى وان كان البعض منهم لا يؤمن بهؤلاء المشعوذين؛ ولكن بطبيعة الإنسان هو له رغبة في الاطلاع على كل ما ينشر هنا وهناك؛ لذلك فان ما ينشره هؤلاء أصحاب (التنجيم) و(العرافين) و .. و.. و..الخ.. بهذا شكل وذاك؛ يقع تحت أنظار كل فئات من أبناء هذا المجتمع أو ذاك؛ فيطلعون على تلك النصوص بدافع فضولي ليس إلا، لذلك ما نريد توضيحه بان ما ينشر من التوقعات لها تداعيات خطيرة على حياة كل من يصدقها لأنه سوف يصطدم بواقع عكس ما تم إيحاء له من قبل هؤلاء (الدجالين).. و(المشعوذين)؛ فيصيبهم الإرهاق النفسي لو كانت الأحداث في حياته مخالفة لهذه التوقعات الخيالية الوهمية؛ ومدى خطورة رد فعل السلبي الذي تتركه قراءة هؤلاء المشعوذين على هذا الفرد أو ذاك؛ لأنهم أولا وأخيرا هم لا يأبهون إلا بمصالحهم الشخصية وكسب المال والشهرة، وفعلا أصبحوا هؤلاء المشعوذين نجوما اشتهروا على وسائل الإعلام المرئية.. والمقروء.. ومواقع التواصل الاجتماعي؛ بل لتصل شهرتهم على نطاق واسع في الأوساط  الشعبية والسياسية يتابعونهم ويهتمون بكل ما ينطقون به من توقعات وخاصة ليلة رأس السنة، ولحجم أملاءات التي تقدمها لهم (أجهزة المخابرات) ولما لديهم من معلومات او إحداث يريدون نشرها هنا أو هناك؛ وهذا الإيحاء الذي أعطى لهم من لدن قوى (المخابرتية) فيقومون بنقل ما تم تلقينهم أو كتابته لهم؛ ليبدو بان أصبح لهؤلاء (العرافين) و(العرافات) قدرات خارقة يتوقعون بأحداث المستقبل السياسي للمنطقة والعالم.. وقادته . 

العرافين والعرافات يتلاعبوا بمشاعرنا الإنسان دون اكتراث من تداعيات ما ينشرونه على السلامة النفسية للمجتمع 

نعم إن (العرافين) و(العرافات) يتلاعبون بمشاعر الإنسان دون اكتراث من تداعيات ما ينشرونه على السلامة النفسية للمجتمع، لان الشهرة.. والمال.. هي شاغل شعلهم، والغريب في الأمر أن أعلب (العرافين) و(العرافات) – إن لم نقل جميعهم –  ليس لديهم أساسا؛ أي خبرة علمية لا في الشأن الأنواء الجوية.. ولا في المجال السياسي..  او الاقتصاد.. بل إن بعضهم لم يطلع أساسا ولا يفهم معنى أي علم من العلوم الإنسانية.. والاجتماعية.. والسياسية، ولهذا فأننا حين نشاهدهم على شاشة التلفزة يظهرون وكأنهم مذيعين.. أو مذيعات.. ومقدمي لنشرة الإخبار؛  يردد أو تردد ما هو مكتوب على الورقة وهم يخطئون في كثير من الأحيان قراءة النص المكتوب إمامهم؛ وهذا مؤشر بان تم كتابة النص وطلب منهم قراءته كما هو وما كتب له من توقعات لأحداث مقبلة دون أن يفهموا تبعات وأبعاد ما يقرءوه، ومع ذلك أصبح لهؤلاء (المنجمون) شهرة واسعة وتأثير كبير على الجماهير؛ وصار بإمكان هؤلاء (المنجمين) و(المنجمات) يقودون.. ويتلاعبون.. بتطلعات الشارع؛ يهدئونه.. ويحرضونه.. ويوجهونه.. ويقودونه كما تريد الأنظمة وأجهزتها (المخابرات)، ولطالما نجح (المنجمون) و(المنجمات) في هذه المهمات بتوجيه المجتمع بالاتجاه المطلوب لسياسة الدولة؛  فلا نستغرب بان (الكل) في هذا العصر وخاصة (المجتمعات الشرقية) باتت تترقب وتهتم بكل ما يصدر عن (المنجمين) و(المنجمات) و(العرافين) و(العرافات) ليس لأن أقوالهم هي من فعل الإيحاء والتنبؤ؛ بل لأن تنجيمهم ما هو إلا توجهات سياسية ومخابراتية محضة، بعد إن أصبح (المنجمون) او (العرافين) و(المنجمات) و(العرافات) أدوات سياسية.. وإعلامية.. ونفسية.. للتأثير على الجماهير والتلاعب بمشاعرهم وتسييرهم في الاتجاه الذي ترغب به (أجهزة المخابرات) بكون هذه (الأجهزة) هي السلطة الفعلية للدولة.. والمسيطر الأساسي على وسائل الإعلام (المرئية) و(المقروءة).. وهم أصحاب التوجيه.. والتعبئة.. واللعب بالعقول .

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ثلاثة × اثنان =