من دفتر ذكريات المناضل الفلسطيني د. عادل سمارة ( الحلقة 2 ) + ( الحلقة 3 )
د. عادل سمارة ( فلسطين ) – الأحد 13/10/2024 م …
تنويه من الناشر والمشرف العام : يسرّنا ويسعدنا ويشرّفنا بأن نقوم بنشر مذكرات المناضل الوطني والقومي والأممي الدكتور عادل سمارة، وسوف ننشر الحلقة الأولى حال استلامنا لها.
إن في السيرة الذاتية للمناضلين الشرفاء ما يتيح للأجيال الصاعدة الإطلاع على تجارب أولئك المناضلين من أجل حرية شعوبهم وأوطانهم، وهذا في حدّ ذاته هدف أسمى نسعى إلأيه بكل ما أوتينا من عزم وعزيمة.
الإضراب الثاني عن الطعام طلباً للكتب
حلقة(2)
بعد أن حوكمنا جميعاً تم نقلنا أو توزيعنا على السجون طبقاً لمدى سنوات الحكم. نُقلت حيث حُكمت خمس سنوات إلى سجن نابلس في ايار 1968 لمدة اسبوعين وبعدها إلى سجن بيت ليد/كفار يونا بالعبرية ويقع في منطقة المثلث الفلسطينية. كنا هناك 363 اسيراً في ثلاثة أقسام أ.ب.ج.
كانت زيارات الأهل لا تزال جيدة نجلس معهم ويحضرون لنا طعاما بيتيا وحلوى وفواكه وسجائر…الخ.
لم يكن في المعتقل اي كتاب سوى المصحف والإنجيل نسخة من كل منهما في كل غرفة.
من طرائف أمر الكتب، كنت أسير داخل الغرفة مع الرفيق (س.س) مبتدىء في معرفة الإشتراكية والشيوعية. تركني فجأة وذهب إلى حافة الشباك الذي عليه الكتابين واحدهما موضوع فوق الآخر فبدِّل العلوي للسفلي منتصراً لديانته وعاد وكأنه لم يفعل شيئاً. ضحكت:
قلت: ولماذا لم تضعهما بجانب بعضهما!
تركني مجدداً وفعل.
في مقابلاتي مع مدير السجن وهو كهل بولندي برتبة مقدم كنت أطالب بإدخال الكتب إلى السجن، ولكن لم يحصل. ولذا، فكرنا في الإضراب.
كان ذلك في تموز 1968 حيث اتفقنا أن يُضرِب من كل قسم واحد ثم يتبعنا جميع الأسرى في الأقسام الثلاثة على أن أبدا أنا اولاً.
وفي صباح اليوم الذي قررنا فيه الإضراب فُتحت الأقفال ونادى الحارس: (أوخل/أكل).
خرج الجميع، وبقيت في الغرفة، فجاء الضابط المناوِب:
قال: ليش ما خرجت؟
قلت: أنا مضرب عن الطعام حتى إدخال الكتب.
فقال للشرطي خذوه للزنزانة، وأخذوني طبعاً.
كان يجب أن يُضرب عن قسم (ب) الزميل صادق طوباسي، وعن قسم (ج) الزميل صلاح بُخاري لا أدري إن كانا على قيد الحياة بعد!
حاول صلاح الإضراب حيث سأله الضابط:
ليش ما بدِّك توكل؟
قال: البيض خربان
قال الضابط: بيضك الخربان يا وسخ .
مضت ساعة وساعتين وحتى الظهيرة ولم يأت أيَّاً من الزميلين، لكنني قررت الاستمرار. وفي اليوم الثالث، رفضت الأكل وحتى الماء ودلقت الماء على أرض الزنزانة.
ذهب الحارس وعاد مع اربعة آخرين ومع ضابط السجن.
أجلسوني على كرسي وجلس واحدا على فخذي الأيمن وثانٍ على الأيسر وأمسك واحداً بيدي اليمنى وآخر باليسرى، ثم جاء الممرض ومعه حقنة حمراء بها حليبا ووضع النبريج في فمي حتى وصل معدتي وضخ الحليب.
وحينما إنتهوا من ذلك قمت بتقيؤ الحليب. وفي عصر اليوم نفسه نُقلت إلى مشفى سجن الرملة للسجناء وأُدخلت غرفة النظارة/الانتظار.
كان وصولي لسجن الرملة متأخراً ولذا وُضعتُ تلك الليلة في النظارة. كان فيها حوالي ثلاثين سجينا مدنيا من اليهود. شعرت بخطورة الموقف فربما يعتدون علي، لذا جلست على البرش دون أن أتعاطى مع أحد منهم باستثناء شاب أبيض فهمت منه أنه يهودي تركي دخل إلى سوريا ومنها إلى الكيان فاعتقلته سلطات الكيان كي تتأكد من إفادته وهو يتكلم إنجليزية متواضعة.
وقرابة منتصف الليل أُدخل ثلاثة أشخاص إلى الغرفة وإذا هم فلسطينيون كانوا في سجن رام الله حينما كنت هناك متهمين بالسرقة. شعرت بانفراج الوضع وأخبروني أنهم جيىء بهم للمحكمة بما أنهم من القدس يحملون بطاقة زرقاء وهي تصنيف من الكيان حيث الخضراء للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والخضراء لفلسطينيي القدس.
ومحاكمة المتهمين بالسرقة لأنهم مشتركين في تهمة سرقة مع لصوص يهوداً.
كانت المفاجأة ان اللصوص اليهود إستقبلوهم فإذا بكثير منهم من اليهود العرب المغاربة وبالتالي جلسوا جميعا في حلقة وأخذوا يغنون لأم كلثوم! وكذلك أغاني شعبية فلسطينية حفظت منها:
“يللي طرومبيلك بنشر في البقعة…حطيني بحضنك قتلتني الصقعة”.(طرومبيل/سيارة)
في الصباح نُقلت إلى ساحة السجن مع بقية الأسرى في الفورة وهناك التقيت الرفيق نعيم الأشهب من الحزب الشيوعي الأردني ، وعبد الرحمن ابو عرفة وآخرين.
وخلال النهار أُخذت إلى زنزانة تحت المشفى بها فرشة من القش وطبعاً شربت ماء وواصلت الإضراب. جاء شاويش وسألني بالعبرية:
“إيخ اتا مرجيش” أي كيف تشعر وفهمت أنه من يوغسلافيا ويتكلم الإنجليزية، وبقيت في الزنزانة حتى اليوم السابع حيث جاء ضابط ومعه أول كتاب أدخلته إلى السجون وهو بعنوان
The Political Parties تأليف الفرنسي موريس دوفرجيه.
والكتاب كان من مواد/مراجع السنة الثانية في الجامعة اللبنانية حينما كنت هناك قبيل عدوان 1967، وموضوعه هو الدعوة إلى حالة وسطى بين الراسمالية والإشتراكية وهو دراسة تفصيلية عن بُنى الأحزاب في عديد بلدان العالم.
أعطاني الضابط الكتاب، وأُخذت إلى سجن بيت ليد ومن حينها بدئنا نُدخل الكتب للمعتقل وبالطبع كانت مراقبة شديدة على نوعية وموضوعات الكتب. وللتغلب على هذا اتفقت مع أهلي على أخذ كتب معينة مثلا مجلدات لينين إلى مطبعة الشرق في رام الله للراحل حجازي رشيد وهو من بلدة دير دبوان ، رجل شهم، حيث ينزع غلاف الكتاب ويضع غلافاُ آخر مثلا: الجغرافا الإقتصادية أو تاريخ بريطانيا…الخ وبالتالي يسهل إدخال كتب هامة. بهذه الطريقة أدخلت 75 كتاباً إلى السجن وتركتها هناك بالطبع.
ولم أحتفظ سوى بدفتر جمعت فيه مقالات كتبتها في مجلة “الشرارة” التي أخذنا نصدرها في السجن حيث جمعتها في دفتر بخط جميل للرفيق فوزي مالول وهو من قرية سيلة الظهر منطقة جنين وقد تمكنت من تهريبه مع أمي في إحدى الزيارات حيث وضعته في عِبْ ثوبها وهي الفراغ في صدر الثوي الفلاحي.
حلقة (3)
ادخلت إلى السجون الإضرابات والكتب والماركسية
إدخال الماركسية واشتباك مع الفصائل
بدأت حياتي الحزبية في حركة القوميين العرب كحركة وطنية قومية الفكر على الأسس القومية الكلاسيكية بمعنى أن الأمة مجموع واحد لا تأخذ بالاعتبار البنية الطبقية الأمر الذي يؤكد تحليل ماركس بأن القومية ضمن هذا الفكر هي في خدمة الطبقة البرجوازية بغض النظر إن كانت البلاد مترسملة صناعياً، نامية ، متخلفة، خاضعة للاستعمار…الخ.
صحيح أن لدى كل إنسان مشاعر عامة بالمعنى الوطني أو القومي، ولكن في عالم الملكية الخاصة يتم إخضاع المصلحة العامة لصالح الخاصة، وكلما كان المرء ثرياً أكثر كلما غدت أملاكه أو حسابه البنكي هو وطنه الأول والأساسي وبالتالي يغدو اقدر على تشغيل واستغلال غيره. ومن هنا فإن الطبقات الشعبية أكثر إلتصاقاً بالقضية القومية ومن ثم المصلحة العامة لأنها اقرب إلى العلاقات الجماعية والتعاون مما هو الأمر لدى الراسمالي الذي بمقدار تزايد ثروته تزداد فردانيته من جهة ومن جهة ثانية تتلاقى مصالحه مع مصالح من هو/هم في طبقته وكل هذا يؤكد أن الواقع الإجتماعي المُعاش هو طبقي.
يكون الشعور والإنتماء القومي أكثر جمعاً لأكبر عدد من الناس حينما يكون الوطن أمام خطر معادي أو هو تحت حكم وسيطرة واحتىلال إستعماري سواء إستيطاني أو استعمار إقتصادي أو تحت حكم طبقة محلية متخارجة المصلحة والإرتباط أو حتى سلطة طبقية نصَّبها الاستعمار فكانت متخارجة من الأصل وبالبنية وبالتالي هي أداة للاستعمار /الإمبريالية بل حتى أحد تمفصلات الاستعمار /والإمبريالية وهذا حال معظم الدول القطرية العربية حيث الأنظمة والطبقة التي تمثلها وكبار قيادات الأمن والجيش والمخابرات هي جميعاً ضد الأمة، وهذا ما نلاحظه في الوطن العربي منذ عام 1991 حينما كان العدوان ضد العراق في حرب الخليج الأولى وصولا إلى عام 2011 حيث حرب قوى الدينسياسي مجسدة في الاستشراق الإرهابي ضد الجمهوريات العربية إلى أن كان طوفان الأقصى 2023 حيث تخندقت أنظمة التطبيع في خندق الصهيمريكي.
كان فكر ونضال حركة القومين العرب متركز على أمرين أو هدفين تاريخيين:
الأول: الوحدة العربية وهو أمر لم يُنجز بعد
والثاني: تحرير فلسطين كقضية قومية هي نفسها لم تُنجز بعد.
كانت الأدبيات التي تُشرح لنا أو تُوفر ككتب أو مراجع كتب ساطع الحصري، وقسطنطين زريق ، وكتب للإشتراكية الفابية …الخ.
لكن ذهابي ألى بيروت نهاية عام 1963 وفر لي فرصة الاطلاع على كتب في الإشتراكية سواء لغربيين أو من الاتحاد السوفييتي وكذلك الاطلاع على مقالات وأبحاث سواء في جرائد أو مجلات، إضافة إلى الدراسة في الجامعة الأمر الذي دفعني لإعادة التفكير في موضوعة أن “الأمة كتلة شعبية واحدة” بل هي طبقات وإن كانت القضية الوطنية هي جامع للجميع ويجب التمسك بها. لكنني بدأت ألاحظ أن الطبقات الحاكمة تثرثر عن الأمة الواحدة وعن القومية لكنها تعمل ضدها بل وتخونها وهذا ما كتبت عنه عديد المرات بأن القومية في مختلف البلدان تنقسم إلى قوميتين:
· القومية الحاكمة وهي قومية الطبقة الحاكمة حيث يتم اللغط في القومية لكن جوهريا تعمل هذه الطبقة على خيانة الأمة لصالح الاستعمار/الإمبريالية، ولعل أوضح تزييف في هذا الأمر أن العدوان السعودي الإماراتي عام 2015-2022المدعوم غربيا وصهيونيا ضد اليمن أسمى نفسه “الاتحاد العربي”!
· والقومية الكامنة وهي قومية أو إنتماء الطبقات الشعبية ذات المصلحة في الوحدة والتنمية والإشتراكية.
أذكر أن أول مرة لامست المسألة الطبقية، وهذا كتبته في موضع آخر من مذكراتي، وهو أن عاملين حوكما في محكمة عسكرية برئاسة العقيد نزار المفلح لمشاركتهما في مظاهرات تاييد الوحدة المصرية السورية العراقية بهدف ضم الأردن للوحدة في نيسان 1963، وتمت المحاكمة بعد التوقيف لكن وحدهما أُضطُّرا للذهاب إلى السجن حيث كان الخيار إما دفع غرامه أو السجن ولم تكن لديهما إمكانيات مالية لدفع الغرامة بينما دفع الحزبيون الغرامات ودفع عني والدي.
خلال وجودي وسفري الى لبنان بدأت اسمع بأن هناك حالات فردية في الحركة تطالب بتبني الماركسية وبأن هذه الحالات جرى تحييدها أو فصلها، لكنني لم ألتق ايا منها. من جهة ثانية، كانت مجلة الحرية في لبنان والتي تصدرها حركة القوميين العرب تنشر مقالات ودراسات في الماركسية مثل وصايا تولياتي الزعيم الشيوعي الإيطالي، ونظرية إفزي ليبرمان الإقتصادي السوفييتي الذي كان يبدو إصلاحيا، ولكن عرفت بعد زمن أنه كان مضاد للإشتراكية.
أما في الأردن فلم أجد مثل هذا المقدمات باتجاه الماركسية بل كانت بعض الكتب المتوفرة في مكتبة الحركة مضادة للماركسية ومنها كتاب الراحل محمد عزت دروزة دور الشيوعية المحلية في معركة العرب القومية وكتاب بائس لطلال الجرجس لم أعد أذكر عنوانه.
عموماً بدأت أجد في الماركسية مادة مقنعة وبدأت اقرأ ما يتوفر من كتب ومن ضمنها كتاب حرب الغوار ل تشي جيفارا المنشور في دمشق، وبعض كتابات ماوتسي تونغ وخاصة في حرب الشعب.
لكن التطور اللافت كان عام 1965 حيث دُعيت إلى لقاء مع الراحلين العزيزين الحكيم ووديع حداد في بيت وديع وكان فحواه أن الصين الشعبية عرضت على منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة الراحل أحمد الشقيري بأن ترشح ثلاثة فصائل فلسطينية كل واحدة منها شخصاً، هي: أبطال العودة، و ج.ت.ف، وفتح للتدريب في دورة قيادية في حرب العصابات/الغوار لمدة ستة أشهر.
قال وديع:معروض علينا هذا ونحن قررنا ان تكون أنت.
قلت: موافق
قال: وماذا ستقول لأهلك؟
قلت: اضع عندكم ستة رسائل ترسلوا واحدة لأهلي رسالة كل شهر.
قال: جيد، ولكن إياك ترجع لنا ماركسياً.
لم يُبدي الحكيم إعتراضا على حديث وديع، ولا اذكر أنني قلت شيئاً لحظتها لأن ما كان في راسي هو أن أحظى بهذه الفرصة، ولكن لخلاف بين الحركة ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية حينها الراحل أحمد الشقيري اُلغيت الفرصة!
كان هذا قبيل هزيمة 1967، ومن ثمَّ إعتقال مجموعات من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يوم 15 ديسمير 1967 ومن ضمنها مجموعتنا في رام الله.
وبعد الأشهر الأولى في التحقيق والتوقيف والحُكم والسجن ومع توفر الوقت للقراءة والتثقيف، قمت بالإضراب من أجل دخول الكتب إلى السجن وكان ذلك في تموز 1968. ومع توفر الكتب والوقت قمت بترجمة كتاب أسس المادية الديالكتيكية Fundamentals of Dialectical Materialism إعداد كورسانوف كما تمكنت أسرتي من إدخال بعض مجلدات لينين وكتب في المادية التاريخية بعد تغيير أغلفتها وعناوينها والذي قام بذلك الراحل الشهم حجازي رشيد صاحب مطبعة في رام الله مما وفر مراجعاً مقبولة نوعا ما.
وكان الأسرى قد إنتظموا في حلقات ثقافية خاصة بكل فصيل، وأخذ كل فصيل يصدر مجلة خاصة به في دفاتر بخط اليد.
حينها كتبت دفترين بخط اليد واحد قرابة 100 صفحة في الماركسية وواحد قرابة 150 صفحة في القومية على ان يتم التثقيف بها في الحلقات الثقافية في السجن.
وهنا حصل خلاف بيننا حيث كنا عشرة مثابة مرتبة مسؤولة في سجن بيت ليد/ كفار يونا بالعبرية حيث انقسمنا إلى: ستة ضد تدريس أو التثقيف بالماركسية لأن حركة القوميين العرب لم تكن قد تبنت الماركسية.وبالمناسبة، لم أكن أنا على الأقل أعلم أنه تم حل الحركة اصلاً بعد هزيمة 1967 وهو قرار لا زلت أرفض حصوله، وهم عدنان جابر، علي العواودة، عطا الله أبو غطاس، عمر خليل، محمد رشيد عيىسى هلال ويونس الجرو. بينما وافق على التثقيف بالماركسية سهيل الشنطي، ساجي خليل، أحمد الجمل وعادل سماره.
وبقي الخلاف قائماً حتى علمنا بانشقاق الجبهة الديمقراطية عن الجبهة الشعبية عام 1969 وأن السبب الأساس لانشقاق الجبهة الديمقراطية هو تبني الماركسية، فقررنا الأربعة استخدام اسم الجبهة الديمقراطية وذلك لم يكن إلا لتبرير التثقيف بالماركسية أي لم يكن إنتماء تنظيمياً لذلك الفصيل لا سيما وأن اياً منا لم يكن يعرف الرفيق نايف حواتمه ومن معه. بل واتفقنا على أن لا نقرر سلفاً مع اي فصيل نعمل حين إنتهاء محكومياتنا بل أن نقرر حين خروجنا الانتماء إلى الشعبية او الديمقرطية أو الحزب الشيوعي.
لم يكن تبني الماركسية علانية بالأمر السهل حيث حصلت خلافات واشتباكات شخصية داخل المعتقلات بسبب ذلك، والأمر نفسه خارج السجون. كان الموقف مكلفاً، ولكن المهم أنه تم إدخال هذه النظرية الثورية إلى المعتقلات ولاحقاً تبنت الشعبية الماركسية وتواجدت تيارات يسارية ايضاً في الفصائل الأخرى.
أختم هنا، وأُضيف أن تبني الماركسية كنظرية ثورية لا يتعارض مع الانتماء العروبي لدى اي عقل منفتح.
ملاحظة، لا يخفى أن العدو بعد 7 أكتوبر تشرين 2023 دمر في المعتقلات معظم إنجازات عشرات السنين من نضالات الحركة الأسيرة، لكنه صراع دائم وتناقض تناحري.