يحيى السنوار، شهيدا  / محمد العبدالله




محمد العبدالله ( فلسطين ) – الجمعة 18/10/2024 م …
“نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت ، سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليني”.
  الكلمات الخالدة التي نطقها عمر المختار قبل استشهاده.
سقط جسد القائد وهو في ميدان الاشتباك، قابضا  على سلاحه، في مواجهة متوقعة وغير مفاجئة، لمن يعرف التاريخ الكفاحي للفدائي الشاب، إبن مخيمات اللجوء، المسكون بفكرة المقاومة وتحرير البلاد ، المضادة للرصاص والتصفية،منذ أكثر من أربعة عقود.
منذ امتلاكه للفكرة، و تجسيده لها على أرض الواقع، كان للسلاح قيمته الكبرى في الكفاح التحرري، لتطهير الأرض من الجواسيس والعملاء، بالتلازم مع مقاومة المحتل. بعد فترة من الملاحقة والمطاردة، وقع الفدائي بالأسر. أمضى ما يقارب ربع قرن في المعتقلات الفاشية والنازية، صامدا، و متفرغا للبحث في عقلية المستعمر بعد أن أتقن لغته. استفاد من تلك السنوات القاسية في تطوير ذاته، وفي تنظيم الأسرى من خلال الارتقاء بوعيهم، وصَقل تجربتهم.
بعد أن تحرر من السجن في صفقة التبادل، لعب دورا مركزيا في صفوف حماس، خاصة، في تثوير رؤيتها السياسية، و إعادة صياغة تحالفاتها العربية والإقليمية، إنطلاقا من تعزيز ارتباطها بالدول الرافضة ليس لبناء علاقة بكيان العدو، بل لوجوده أصلا، وبالتالي، مقاومة التبعية للغرب الاستعماري. وفي ذات الوقت، بدأ العمل على تطوير كتائب عز الدين القسام، كما ونوعا، مما عزز من دوره في قيادة الحركة.
كان يوم 7 تشرين أول / أكتوبر 2023 ” طوفان الأقصى ” ثمرة كل الجهد المبذول على مدى أكثر من عشر سنوات من المتابعة والعمل الدؤوب، بعيدا عن الأضواء والاستعراض، و” الثرثرة ” الداخلية.
375 يوما، والقائد الذي ارتبط اسمه، مع اسم رفيقه بالنضال والموقف ” محمد الضيف ” بالطوفان ” معركة التحرير الكبرى “، يُرعب المحتل وجبهة الأعداء العالميين والمحليين.
وكما في حياته، كان في خبر استشهاده، مركز الاهتمام والمتابعة .
ارتقى ” أبو إبراهيم ” كما أراد، شهيدا في ساحة الاشتباك مع رفاقه وهم يواجهون جيش الغزاة القتلة، بعيدا عما روجه إعلام العدو وتابعيه المحليين على مدى أكثر من عام كامل: ” السنوار يختفي في الأنفاق بين الأسرى، خائفا، مذعورا “. كان الفدائي المكتمل في ساحات المواجهة مع رفاقه وشعبه، مقاتلا كما بدأ كفاحه الوطني.
عاش ” أبو إبراهيم ” الفدائي، المطارد، الأسير ، المُحَرَر، القائد السياسي والجماهيري، زاهدا، متقشفا، رافضا كل امتيازات واغراءات الموقع القيادي، مع اصرار كبير على البقاء مع شعبه، فوق تراب وطنه.
سقط القائد على ذات الطريق التي سار وسقط عليها مئات القادة البواسل، وعشرات الآلاف من الشعب العربي الفلسطيني، شهداء.
“عينى عليه ساعة القضا
من غير رفاقه تودعه
يطلع انينه للفضا
يزعق
ولا مين يسمعه
يمكن صرخ من الالم
من لسعة النار ف الحشا
يمكن ضحك
او ابتسم
او ارتعش
او انتشى
يمكن لفظ اخر نفس
كلمه وادع
لاجل الجياع
يمكن وصية
للى حاضنين القضية
فى الصراع
صور كتير
ملو الخيال
والف مليون احتمال”.
  _ أبيات مختارة من قصيدة ” جيفارا مات ” للشاعر أحمد فؤاد نجم.
_ سلام لك وأنت تعيد للفكرة، ثباتها وقيمتها. 
_ سلام عليك وأنت تؤكد أن القائد الثوري لشعبه، يجب أن يكون معه في المواجهة والمعاناة. 
_ سلام لدمك، الذي سيروي تربة الوطن لتُزهر فدائيين ، وانتصارات. 
_ سلام لروحك التي تمد الشعب والفدائيين في فلسطين ، وكل أرض تُقاوم الغزاة والمستعمرين، بطاقة جديدة من الأمل بتحقيق النصر.
_ سلام لك وسلام عليك، ياعطر الوجود.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

4 + 13 =