في ذكرى نصف عام على رحيل صديقتي ايقونة الرملة المهندسة بثينة عيسى ضبيط / رانية فؤاد مرجية
رانية فؤاد مرجية ( فلسطين ) – الجمعة 18/10/2024 م …
هناك… يرقدون أخوة واخوات وأصدقاء وصديقات لنا، هنالك.. يمارسون الحياة, ويشعرون بكلّ صلاةٍ وصلاة، وبكلّ كلمة وكلمة نتفوّه بها من أجلهم أثناء زياراتنا لهم!
نعم صديقتي..
أنت هناك وهذا ليس نهاية المطاف, وإن كنت عبرتِ من مرحلة إلى مرحلة, ومن عالم إلى عالم، فلا زلتِ تسكنين بحيائك بقلوبنا وضمائرنا.
رفيقتي بثينة وأختي التي لم تلدها أمي
مضى نصف عام صعب وكئيب على رحيلكِ عنا، وعلى كل من عرفكِ من قريب أو بعيد، إذ لمسك وأحبّ الإنسانة و المهندسة والمناضلة العفيفة والمثقفة والتقية والعمة والخالة العظيمة الشّريفة، وقد حاولنا خلال نصف هذا العام أن نسير على نهج خطاكِ، ونكمل ما ابتدأتِ به من مشوار عطاء لمساعدة كل من بحاجة لمساعدة ومعونة دون الاعلان عن ذلك لأننا ما زلنا متيقنين، أنّ أكثر ما يمكن أن يسعدكِ هو متابعة مشواركِ الإنساني، ولا يسعني إلاّ أن أعترف لك ولنفسي ولكلّ من يعرفكِ ويجهلكِ، أنك كنتِ لنا السّند والمعين، والملاك الحارس الذي رافق كلّ أعمالنا التطوعيّة والإنسانية، بحقّ كلّ محتاج وفقير ومريض! سرا وليس علانية لأن المعطي المسرور يحبه الرب وهو يحب الرب أنت الآن بمعية الشّهداء والقديسين، تمدّنا بالقوة والمحبة والتضحية والإيمان والإصرار!
نعم يا صديقتي بثينة
لا تزال بسمتكِ تلازمنا، ولا زال صوتكِ وضحكتك يرافقان مسامعنا، من خلال زيارتي المتكررة للأطفال الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات الإسرائيلية, ومن خلال تفقدنا للأطفال الأيتام والمحتاجين الذين يتواجدون في القدس ورام الله وبيت جالا والخليل، وغيرها من مدن وقرى، ومن خلال النشاطات والفعاليات التطوعية والإنسانية العديدة، التي أقوم بها بحق أهلنا في الضفة دون أن أفكر مرتين
نعم صديقتي الرائعة بثينة نفتقد امثالك في عصرنا هذا انت التي كنتِ تتفقدين الجميع وحاضرة من اجل الجميع وتزرعين الحب وتقبل الاخر والمختلف في كل مكان لأنك امنت بأهمية ان يكون الانسان للإنسان انسان
كثير من الشهادات المُحِبّة والصادقة بحقكِ، لا زالت دفينة نفوس عامرة بذكراكِ, فأنتِ حية بأعمالكِ وبحبّ الناس لكِ، ومن كان مثل بثينة وبهذا الفؤاد لا يُنسى أبدا، فليُطوّب تذكارُك إلى أبد الأبد
أما أنتم يا احبائي ام طوني طوني,الياس سهير ,ثروت, سوزان,سلام, نجوىيا من جعلتم من بيتكم دفيئة عامرة بالمحبة والعطاء والإنسانية,. أنتم بالرغم من مصابكم ومصابنا الجلل ستكملون مشوار العطاء وحب الناس والأرض واللغة العربية, فهكذا أرادتكم بثينة أن تكونوا, فتعالوا تعالوا نصلي لروح الغالية بثينه ونقول, سلام لروحك المرفرفة فوق ربوعنا،المزروعة في فردوس من فدانا واشترانا بدمه الثمين على الصليب.
الربّ أعطى والربّ أخذ،فليكن اسم الربّ مباركًا