تجربة الإبداع الغِواري في غزة: الدمج بين حرب الأرياف وحرب المدن / عادل سماره
عادل سماره ( فلسطين ) – الأحد 20/10/2024 م …
المألوف في حرب الغُوار/العصابات أن الغواريين لا يقيمون قواعد ثابتة لهم إلا في مناطق محررة ومن الصعب أو المحال وصول العدو إليها. لذا، حسب ريجيس دوبريه، حينما اقام تشي جيفارا قاعدة في منطقة لم تكن مناسبة وصلتها القوات الحكومية وكانت تجربة خاسرة. وعموماً فالقانون العام لحرب غوار الأرياف هو “أُضرب وأهرب” وهذا يعني وجود مساحات مفتوحة وأدغال وصخور…الخ.
وفي حرب غوار المدن التي أبدع فيها البرازيلي كارلوس مارجيللا كان اختفاء الغواريين بين الناس كحاضنة لهم أو كانوا لا يظهرون قط باسلحتهم وملابسهم الحربية كي لا تراهم عيون عملاء السلطة، أي كانوايتقنون فن العمل السري والإختفاء وفي كراسته عن حرب الغوار شدّد على عدم الاستعراض والمكابرة.
في غزة ابدعت المقاومة ما لم يألفه غواريو البلدان التي هزمت الاستعمار والإمبريالية حيث جمعوا بين حرب غوار الريف بمعنى أُضرب من سطح الأرض وأهرب إلى باطنها، أي مسافة صفر. وابدعوا ايضاً في ممارسة حرب المدن بالاختفاء من جهة وعدم الظهور والإستعراض من جهة ثانية رغم أن العدو يملأ المكان وبينه وبينهم خطوات.
إنها قدرة هائلة على التحكُّم بالمكان والتكيف حسب الظروف.أما الإبتكار الأعلى فهو صمود أبي إبراهيم في القتال حتى اللحظة الأخيرة في حياته المجيدة واستشهاده المميز المشتبك وهو المصطلح الذي صغته منذ ثلاثة عقود وتجلى في باسل الأعربج 2017 واليوم في ابي إبراهيم.