محاولة اغتيال نتنياهو.. رسائل من حزب الله لأعدائه / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) – الأحد 20/10/2024 م …
الذي يجب أن يعرفه الإسرائيليون ومن ورائهم المتطرف نتنياهو جيدا أنه لن يجد مقاوماً واحداً يقبل أن تكون إسرائيل في خاصرتنا، حتى وإن استمرت الحرب سنوات وسنوات، ومهما كان حجم إستنزافها البشري والمالي، ولو قرأ نتنياهو وعملائه الوضع اللبناني والفلسطيني الآن بتمعن وروية لأدركوا أن بقاءهم لن يطول في بلدنا، الأمر الذي يجعلني أراهن على أن قوات جيش العدو لا يمكن أن تصمد أكثر من ذلك، لأن الدور الأمريكي الإسرائيلي بات مكشوف وواضح، ولِذلك ستحقق المقاومة النصر المؤزر الكامل، وليس وقف الحرب بصفة جزئية، ثم العودة إليها مجدداً.
منذ بداية الحرب على الجنوب اللبناني، انتشرت الشائعات والأكاذيب على نطاق واسع، تخللها البحث عن إنتصارات وهمية، وإختلاق أكاذيب تهدف إلى التغطية على العجز التي ظهرت عليها إسرائيل ومن لف لفها، ومن جانب آخر، كشفت هذه الحرب عن قوة وإحتراف رجال المقاومة والمعلومات الإستخباراتية الدقيقة التي يمتلكونها ، فالمقاومة تحقق اليوم التقدم وكسب الأرض تلو الأخرى وهذه المكاسب تعلن عن نفسها يوماً بعد يوم، والتراجع عن النسبة النهائية للنصر الحقيقي أمر غير وارد في القاموس العسكري، لذلك ستكون ساعة الحسم بيد رجال المقاومة الذين ضحوا بدمائهم على هذا النصر منذ البدء .
في الوقت الذى تدور معارك ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، على أكثر من جبهة في غزة ولبنان، ورغم التأهب الجوي الذي تنفذه إسرائيل، بدعم عسكري كبير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، أصابت طائرة مسيرة نوعية أطلقتها المقاومة اللبنانية منزل رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو بشكل مباشر في قيساريا الساحلية، وأحدثت انفجاراً كبيراً، وبالمقابل اعترف “جيش” الاحتلال بأن الدفاعات الجوية فشلت في التصدي للمسيرة، ولكن ماذا يعني الوصول الى بيت نتنياهو؟ يعني أن المقاومة تمتلك القدرات على الاجتماع والتخطيط والتواصل مع القيادات، وبالتالي امتلاكها التكنولوجيا المتطورة التي تحدد بيت رئيس وزراء العدو أو أي مكان أخر خاصة في مناطق نهاريا وعكا وخليج حيفا.
من جهة أخرى أن قصف حزب الله منزل نتنياهو يعتبر نقطة تحول في سير الحرب متعددة الجبهات التي تخوضها إسرائيل، وتشكل رسالة رمزية قوية من حزب الله إلى جميع “أعدائه” بأنه بإمكانه الوصول إلى نتنياهو وكل مسؤول سياسي وعسكري في إسرائيل.
وفي السياق ذاته نجحت مسيّرات حزب الله في اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي، من دون اكتشافها، ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب لـ”غولاني”، وانفجرت في الغرف التي فيها العشرات من الضباط، بينهم ضباط كبار، والجنود، بحيث قُتل وجُرح العشرات منهم، وهذا يعني أن المنظومات الدفاعية الإسرائيلية تواجه صعوبة في التعامل مع الطائرات المسيرة التي يطلقها حزب الله، وتبدو عاجزة عن اعتراضها خصوصا عندما تطلق عدة مسيرات متفجرة في الوقت نفسه، ما يجعل من الصعب تعقبها ورصدها
وعلى حط مواز، إن المتطرف نتنياهو الذي تعهد بإعادة سكان شمال الأرض المحتلة.. هو نفسه لن يعود إلي بيته، لأن حزب الله لديه القدرة على الوصول إلى مناطق قريبة من منزله المحاصر من جميع المحاور، ولدى حزب الله مفاجآت له لن تطول زمن مباشرتها ولا زمن حسمها، فهذه المعركة ونتائجها ستضع حداً لرهانات المتطرف نتنياهو وحلفاؤه في المنطقة وستشكل النقلة الكبيرة في القضاء على الإرهاب في المنطقة
وأختم بالقول: لم تعد الأمور بحاجة لوقت، فلو كان لإسرائيل وحلفاؤها اي قدرة على تغيير مجريات الميدان لصالحها لحصل ذلك في ذروة عدوانها، برغم إرتكابها كل الجرائم إلا أن هناك إرادة حديدية جسدها كل مقاتل من أفراد حزب الله وذهبت جميع محاولاتها للنيل من صمود المقاومة أدراج الرياح ولم تحصد إلا الخيبة والهزيمة أمام الإيمان المطلق لتحقيق النصر النهائي بدحر الإرهاب عن لبنان وفلسطين والمنطقة بأكملها .