شارع الأردنيين في الرياض: نافذة إلى تراث الأردن في قلب السعودية
الأردن العربي – ( الأربعاء ) 23/10/2024 م …
- المنسف والكنافة وزيت الزيتون اهم المنتجات.*قصص نجاح وحنين للطفولة وثقة في المنتتجات اهم المحفزات.
عمون-الرياض- عماد درويش- في أحد أحياء العاصمة السعودية الرياض، يوجد شارع يأخذ الأردنيين في رحلة إلى مسقط رأسهم دون الحاجة إلى السفر. إنه “شارع الأردنيين”، حيث تصطف المحلات التي تبيع المنتجات الأردنية الأصيلة، مثل الزعتر، والزيتون، والمأكولات الشعبية الأردنية. هذا الشارع لا يخدم الجالية الأردنية الكبيرة في الرياض فقط، بل يجذب السعوديين والمقيمين من مختلف الجنسيات الذين يرغبون في تجربة جزء من تراث الأردن.
للشارع قصة
بدأت قصة هذا الشارع مع تزايد عدد الأردنيين المغتربين في السعودية. مع ازدياد الطلب على المنتجات التقليدية، قرر بعض الأردنيين فتح متاجر متخصصة تستورد وتبيع المواد الأردنية. تدريجيًا، أصبح هذا الشارع بمثابة مركز ثقافي وتجاري غير رسمي للأردنيين في الرياض، حيث يمكنهم الحصول على المنتجات التي تربطهم بوطنهم.اهم المنتجات
المنتجات المتوفرة:من زيت الزيتون البكر الأردني إلى الأجبان والزعتر، يقدم الشارع منتجات أردنية متنوعة. هناك أيضًا محلات تبيع الحلويات التقليدية مثل “المعمول” و”الكنافة النابلسية”، بالإضافة إلى الجميد الكركي والزيتون العجلوني والفاكهة المجففة البزر الأردني وصابون الغار والكثير من المنتجات التي تحظى بأقبال كبير فهذا الشارع وجهة مفضلة لمن يبحث عن الأطعمة الأصيلة، ليس فقط من الأردنيين ولكن من السعوديين أيضًا الذين يقدرون جودة المنتجات الأردنية وعدد من الجاليات العربية مثل الفلسطينية، والمصرية، والسورية، واللبنانية، وحتى الأفريقية خاصة من دول المغرب العربي.التأثير الثقافي والاقتصادي: يُظهر الشارع مدى تأثير الجالية الأردنية على الحياة الاقتصادية والثقافية في السعودية. حيث ساهم الأردنيون في تعريف السعوديين والمقيمين بمنتجاتهم وثقافتهم، وساهمت هذه المنتجات في تعزيز الروابط التجارية بين الأردن والسعودية ويظل الشارع مصدرًا حيويًا للجالية الأردنية، ويعكس قدرة الأردنيين على المحافظة على تراثهم وثقافتهم بعيدًا عن أوطانهم.
قصص من شارع الأردنيين في الرياض
يحدثنا أبو سامر – صاحب متجر الزعتر والزيتون رجل في الخمسينيات من العمر يقول :”انتقلت إلى الرياض قبل 15 عامًا بحثًا عن فرص عمل أفضل. بدأت حياتي المهنية كموزع للمنتجات الغذائية، ولكن بعد عدة سنوات من العمل الجاد، قررت أن افتتح متجرا متخصصا في بيع الزعتر وزيت الزيتون الأردني.يقول أبو سامر: “لقد كنت دائمًا شغوفًا بنقل طعم بلدي إلى الرياض. الزعتر والزيتون هما جزء من تراثنا، وعندما أرى الأردنيين والسعوديين على حد سواء يأتون لتذوقه، أشعر بالفخر”. اليوم، يعتبر متجري مقصدًا رئيسيًا للعديد من العائلات الأردنية التي ترغب في الحصول على منتجات تقليدية بجودة عالية.
رانيا وحتين الطفولة
ولكن ماذا يقول المتسوقون عن شارع الأردنيين في الرياض؟ تحدثنا مع السيدة عبير وهي سيدة مقيمة في الرياض قالت: “مقيمة في الرياض منذ أكثر من 10 سنوات، أزور الشارع بانتظام لشراء التوابل والمنتجات التقليدية التي تربطني بطفولتي في عمان.تقول عبير: “عندما اشتاق إلى الأردن، أزور هذا الشارع. مجرد دخول المتاجر ورؤية المنتجات التي تربيت عليها يعيد لي ذكريات جميلة. هذا الشارع يعطينا شعورًا بأننا قريبون من الوطن، حتى ونحن بعيدون عنه”.
عبير تعتبر أن الشارع أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتها في الرياض، حيث تزوره أسبوعيًا لتزويد مطبخها بالمنتجات التي تضيف الطابع الأردني إلى أطباقها.
المنسف وجهة الجائعين في شارع الأردنيين
تدير عائلة أردنية “مطعم المنسف” في الشارع متخصصًا في تقديم الأكلات الشعبية الأردنية، مثل المنسف والمسخن. المطعم بدأ مشروعا صغيرا يديره الأب والأم، ومع الوقت أصبح وجهة شهيرة للأردنيين والسعوديين الذين يرغبون في تجربة طعام تقليدي.يقول الابن الأكبر للعائلة: “والدي بدأ المطعم من حبه للطعام الأردني، وهو دائمًا يقول إن الطعام يجمع الناس. نشعر بأننا نساهم في نشر ثقافتنا من خلال أطباقنا”. المطعم أصبح مكانًا للتجمعات العائلية الأردنية في الرياض، ويستقطب أيضًا السعوديين الذين يقدرون الطعم الفريد للمنسف الأردني.
يوسف ومحل الحلويات
وخلال تجوالنا في شارع الأردنيين في الرياض ولجنا إلى أحد محال الحلويات الأردنية وهناك حدثنا يوسف عن قصة نجاحه قال: ” جئت إلى السعودية بعد التخرج من الجامعة. ورثت حب الحلويات من عائلتي التي تدير مصنعًا صغيرًا للحلويات في عمان. قررت فتح متجر في شارع الأردنيين لبيع المعمول والكنافة، وتمكنت من تسويق منتجاته بنجاح بين الأردنيين والسعوديين على حد سواء.
يروي يوسف: “لم أتوقع أن تكون الكنافة والمعمول محبوبة إلى هذا الحد هنا. السعوديون يعشقون هذه الحلويات، وأصبحت الطلبات لا تتوقف خصوصًا في الأعياد والمناسبات”. توسع مشروع يوسف مع الوقت، والآن هو يستورد الحلويات من الأردن بكميات أكبر لتلبية الطلب المتزايد.تزايد في الطلب من جميع الجنسيات
نعود إلى قصة المنتجات الأردنية في الشارع قصة تاجر المواد الغذائية:
أحمد، أحد تجار المواد الغذائية في الشارع، يروي كيف أن الطلب على المنتجات الأردنية قد ازداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. يقول أحمد: “البداية كانت صعبة، ولكن مع تزايد الجالية الأردنية في الرياض، أصبح الطلب على المنتجات التقليدية في ارتفاع. السعوديون أيضًا أصبحوا يعشقون العديد من المنتجات الأردنية، خاصة زيت الزيتون والزعتر. هذه المنتجات ليست مجرد سلع، بل تحمل معها تراثًا وقيمة ثقافية”.- يعتبر أحمد أن هذا الشارع أصبح جسرًا اقتصاديًا بين البلدين، حيث يتم استيراد المنتجات الأردنية وتوزيعها في الرياض لتلبية احتياجات المغتربين والسعوديين على حد سواء.العلاقات الاقتصادية الأردنية السعودية نمو متواصل
تتميز العلاقات السعودية الأردنية بالعمق التاريخي والنمو المضطرد حيث تشير الإحصاءات الرسمية ان حجم الصادرات الأردنية إلى السعودية حتى الربع الثالث من العام الجاري بحسب مصادر اقتصادية سجّلت وارداتها من الأردن 488.1 مليون ريال سعودي.
بعد المنسف وقبل المرواح
بعد ان اكلتا المنسف وربع كنافة وتوقنا الزعتر والزيتون والزيت البكر والمكسرات والخلطات وقبل ان نغادر شارع الأردنيين نقول شارع الأردنيين في الرياض ليس مجرد مكان لشراء المنتجات، بل هو جسر يربط بين ماضي الأردن وحاضره، ويجمع بين الثقافتين السعودية والأردنية في لوحة تعكس الاحترام المتبادل والتعاون.