حسن حردان ( لبنان ) – الخميس 31/10/2024 م …
استكمل حزب الله ملء الشواغر، بانتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً، ما يعني انّ الحزب، وبعد مرور شهر على بدء العدوان الصهيوني، أسدل الستار على مرحلة من التداعيات السلبية التي أعقبت نجاح العدو الصهيوني في اغتيال العديد من قياداته المؤسسة، وأكد أنه استعاد كامل عافيته، وآليات عمله التنظيمية، خصوصاً على مستوى آليات إنتاج القرار السياسي، وقيادة المواجهة مع العدو الصهيوني.. ولذلك فإنّ لهذه الخطوة، التي أقدَم عليها حزب الله، جملة من الدلالات الهامة التالية:
1 ـ إنّ حزب الله مؤسّسة متماسكة لا ينهار او يضعف باغتيال قادته، وانه قادر على الاستمرار لأنه يرتكز في منظومته وهيكليته إلى قيادة جماعية تتخذ القرارات، وكلّ مسؤول فيه من الأمين العام إلى باقي مراكز ومواقع المسؤولية ينفذون هذه القرارات، وهنا يأتي دور القائد وخاصياته ومميّزاته وفي طريقة ترجمة الموقف والتعبير عنه.
2 ـ إحداث أجواء الارتياح لدى جمهور المقاومة وقواعدها، وتعزيز ثقتهم بقيادة الحزب على مواصلة مسيرة المقاومة، والوفاء لقائدها الكبير ورمز المقاومة سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله.. وانّ الضربات التي تعرّض لها الحزب، إنما تزيد مقاومته قوة وعزماً وتصميماً على مواجهة العدو الصهيوني، الإرهابي المتوحش والنازي، الذي تؤكد تجربة الصراع معه انه لا يفهم سوى لغة المقاومة والقوة سبيلاً لهزيمته وإجباره على التراجع تلو التراجع.
3 ـ توجيه صفعة قوية لقادة العدو الصهيوني الذين اعتقدوا انّ قيادة حزب الله فقدت قدرتها على النهوض، ولم تعد قادرة على استعادة توازنها، ولهذا فإنّ انتخاب أمين عام جديد يشكل سقوطاً مدوياً لكلّ المراهنات «الإسرائيلية» على نجاح اغتيال القيادات والأمين العام، في ضرب منظومة القيادة والسيطرة والتحكم التي تشكل الأساس في إدارة عمل الحزب ومقاومته.
4 ـ توجيه رسالة قوة إلى الداخل والخارج بأنّ حزب الله، الذي أثبت على مدى الشهر الفائت قدرة فائقة على مواجهة العدوان الصهيوني في الميدان، ومنع العدو من تحقيق أهدافه، وتكبيده الخسائر الجسيمة، بات أيضاً حاضراً لترجمة هذه الإنجازات الميدانية على المستوى السياسي من خلال قيادته الجديدة الممثلة بالأمين العام الجديد سماحة الشيخ نعيم قاسم، وبالتالي أصبح لزاماً على كلّ من يسعى الى إيجاد تسويات سياسية لوقف النار ان يقف على موقف قيادة حزب الله الذي بات له عنواناً ومرجعية رسمية، هو أمينه العام الجديد.. وبالتالي فإنّ ذلك يوجه صفعة لكلّ من راهنوا على ضعف حزب وعدم قدرته على إعادة إنتاج قياداته، وانتخاب أمين عام جديد، لتمرير فرض شروط سياسية على حساب المقاومة وسلاحها، تنتقص من سيادة لبنان واستقلاله لمصلحة العدو الصهيوني.
انطلاقاً من ذلك يمكن القول إنّ حزب الله وجه رسالة قوة باتجاه العدو الصهيوني، والى الداخل والخارج، أسقط معها كلّ الرهانات على إفقاده التوازن، وبدد آمال واشنطن التي ما فتئت تتحدث عن مرحلة ما بعد حزب الله، وتعمل ليل نهار على محاولة إثارة الفتنة في مواجهته، والضغط على الموقف الرسمي للقبول بالشروط «الإسرائيلية» لوقف النار.. على أنه كان من اللافت انّ الإعلان عن انتخاب نعيم قاسم، قد واكبه وتبعه تصعيد ملحوظ في هجمات المقاومة الصاروخية على مدن ومستعمرات الاحتلال.. في تأكيد على تأييد المقاومين لهذا الانتخاب، وتوجيه رسالة قوة للعدو الصهيوني… بأنك لا ولن تستطيع تحقيق أهداف عدوانك، وان لا تفاوض تحت النار، وانّ الحلّ الوحيد أمامك هو قبول وقف نار من دون شروط، ومن ثم تجري المفاوضات غير مباشرة على شروط العودة إلى التهدئة.. إذا كنت تريد عدم الغرق في حرب استنزاف طويلة، تحسن المقاومة خوضها ضدّ جيش الاحتلال في الميدان كما أكدَت على مدى الشهر الفائت، وتشمل أيضاً مدن ومستعمرات كيان العدو، رداً على قيام طيرانه بقصف وتدمير المدن والبلدات اللبنانية…