تركيا  وذرائع رفض سورية اجراء حوار لتطبيع العلاقات بين البلدين / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 3/11/2024 م …




وزير خارجية تركيا هاكان فيدان يطلق وصف  ” معارضة سورية” دون ان يحدد من هي المعارضة هل هي تلك التي تلقى الدعم والمساندة من انقرة وتحمل السلاح ضد الدولة السورية والتي تضم تشكيلات وجماعات مارست وتمارس الارهاب والقتل والتخريب  منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة وتحمل مسميات مختلفة؟؟

لاندري لماذا  تكيل تركيا بمكيالين عندما تصف ” حزب العمال الكردستاني” الذي يحمل السلاح ضد الدولة التركية بانه تنظيم ارهابي واناحت لنفسها  الحق في مطاردته في الاراضي العراقية لكنها وبصريح العبارة تخشى”ملاحقته ممثلا ب” قسد” في سورية لانه يحتمي بالقوات الامريكية التي تحتل مناطق سورية وتنهب ثرواتها.

فيدان ومعظم المسؤولين الاتراك يعتبرون من يحمل السلاح ويقتل ويمتلك المعدات التدميرية ضد  سورية معارضا يدافعون عنه  ويمدونه حتى بالاسلحة  لكنهم يتعاملون مع نماذج شبيهة بتلك التي يسمونها معارضة سورية على انها جماعة ارهابية يبيحون لنفسهم  الحق في  مطاردتها وملاحقتها داخل دول الجوار وخاصة العراق الذي يتعرض للاعتداءات التركية بصورة متواصلة وسط صمت قادة الكرد خاصة عائلة بارزاني التي لم يعد يعنيها قصف محافظة دهوك او السليمانية وحتى اربيل طالما ان انقرة راضية على  وجودهم  في خدمتها  وفي كل الاحوال يطلبون من المركز في بغداد ” النجدة” احيانا ووصل الحال بالرئيس التركي ان يطلب من العراق ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني ومقاتلته نيابة عن انقرة بينما  تحتضن انقرة  جماعات مارست الارهاب والقتل ضد سوريا وشعبها وتتعامل معها على انها ” معارضة سورية” وان دمشق ترفض وفق فيدان  اي اتفاق معها وتطبيع علاقاتها مع تركيا.

صحيح ان وزير الخارجية االروسي سيرغي لافروف قال ان روسيا تتلقى اشارات جدية حول رغبة سورية وتركيا لاستئناف الحوار لكن الصحيح ايضا ان الرئيس الاسد يرفض اي حوار بوجود القوات التركية وهي تحتل اراضي سورية؟؟ انه  موقف وطني قد لايعجب الاخرين لكن  هكذا يجب ان تتصرف دمشق ؟؟

لم يعد خافيا ان هناك مصلحة مشتركة بين سورية وتركية في مسالة التصدي للجماعات التي تشكل خطرا على دمشق وانقرة ولا يقتصر الامر بوجود ما يطلق  عليهم ” قوات سورية الديمقراطية”  ” قسد” بحماية امريكية على الاراضي السورية لكن هناك خطرا ايضا يتمثل بوجود جماعات انفصالية تدعمها انقرة” تطلق عليها تسمية معارضة سورية”  تشكل خطرا هي الاخرى على سورية وهي تحتمي بتركيا  وتسيطر على محافظات حدودية مع تركيا مثل ادلب وغيرها؟؟

تركيا التي تتهم دمشق بانها لاترغب باقامة علاقات طبيعية مع انقرة وفق فيدان لاتطلب اكثر من انسحاب القوات التركية من الاراضي السورية كشرط لاستئناف الحوار وهو  مطلب مشروع وخلاف ذلك على تركيا ان تفكر جيدا بسحب قواتها من الاراضي السورية وان ترفع يدها عن دعم من يسمونهم ” معارضة” سورية كما يتوجب عليها ان تتيح الفرصة للسوريين الذين اضطروا الى ترك  مدنهم وقراهم بسبب ما تسميهم المعارضة” بالعودة الى سورية وهم بالملايين تستثمر انقرة وجودهم على اراضيها   امام  المحافل الدولية وحتى تهدد بهم دول اوربا  وتبتزها كلاجئين؟؟

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اثنان + خمسة عشر =