يعبد القسام .. يعبد الفلسطينية .. مدينة الأصالة والتاريخ والثقافة والعلم والأدب (1)

كتب عاطف رضا زيد الكيلاني – الأحد 10/11/2024 م …




  • يعبد: مدينة فلسطينية تقع على بعد 17 كم جنوب غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية.

يعبُد، تلك البلدة التي تقع بين أحضان الجبال وتُحيط بها بساتين الزيتون الخضراء وغيرها من الأشجار المثمرة، والتي كانت وما تزال تنبض بالحياة كأنها لوحة فنية رسمتها يد الطبيعة بعناية فائقة.

هناك، بين أزقة البلدة الضيقة والمنازل الطينية المتراصة، ينبض قلب من السكينة والصفاء، حيث يشع الهواء بأريج الزهور البرية التي تزدهر مع كل موسم.

 

أهل يعبد، ببساطتهم وطيبتهم، يحيون الحياة على فطرتها. لا مكان فيها للتكلف أو التفاخر، فالقلوب مفتوحة والابتسامة على الشفاه دائمًا، والترابط الاجتماعي هو السمة الأبرز.

كل منزل يفتخر بكرم الضيافة ويشارك جيرانه في الأفراح والأتراح، فالتكاتف بينهم هو سرّ قوتهم ومصدر فخرهم.

 

في هذه المدينة الصغيرة، يتجسد معنى التضامن في أبهى صوره؛ فالجميع يعمل جنبًا إلى جنب، من كبار السن الذين يتناقلون الحكايات إلى الشباب الذين يحملون شعلة المستقبل، وكل منهم يدرك أن نجاحه مرتبط بنجاح الآخر.

هنا في يعبد، نجد أن الجمال لا يتوقف عند الطبيعة الخلابة فقط، بل يتجسد في الناس الذين يجعلونها مكانًا دافئًا ومحفوفًا بالسلام والمحبة.

 

مدينة يعبد، تلك الأرض الطاهرة التي لطالما كانت شاهدة على صلابة أهلها ورفضهم للظلم بكل أشكاله، من الإنتداب البريطاني إلى العدوان الصهيوني.

عُرفت يعبد برجالها الأشداء، وبقامات رجالها الباسقة والتي تطاول النجوم والكواكب في شموخها وكبرياءها.. رجالها الذين لم يلينوا أمام الصعاب، بل واجهوا الاحتلالين بكل شجاعة وإباء.

لم تكن يعبد مجرد نقطة على الخريطة، بل كانت مركزًا للمقاومة وموطنًا للكرامة.

 

عندما فرض البريطانيون قسوة الاحتلال على فلسطين، كانت يعبد حاضنة لثوارها وأبطالها الذين حملوا سلاحهم دفاعًا عن الأرض والعرض.

وأبناء يعبد ما زالوا يفخرون بأنّ المجاهد الشيخ عز الدين القسام قد خاض معركته الأخيرة – والتي ارتقت روحه إلى بارءهاعلى إثرها – .

ومنذ أن أصبحت يعبد تحت نير الإحتلال الصهيوني ، وهي ما زالت تقاوم بشتى الطرق ولطالما أوجع شبابها وفتيانها الوطنيون الجيش الصهيوني الجبان

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سبعة + 6 =