الأسد.. رسالة دعم لفلسطين ولبنان في وجه العدوان / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) – الإثنين 11/11/2024 م …
وضع الرئيس الأسد النقاط على الحروف بشفافية أمام رؤساء وزعماء الدول العربية والاسلامية من خلال كلمة واضحة وكاشفة للجميع خلال القمة العربية الاسلامية التي عقدت في الرياض، ولكن هل يتلقفها القادة العرب ليترجموا ذلك الى أدوات تنفيذية تحقن الدماء البريئة في غزة والجنوب اللبناني ووقف الاستيطان الإسرائيلي ؟
من قلب الرياض وبين العرب، كانت كلمة سورية اختصر بها الرئيس الأسد الوضع العربي والوجع العربي وما يحتاجه، كما نقل بها الرئيس الأمل بالعمل من منهج عمل سوري إلى منهج عمل عربي- إقليمي ضروري ، ووضعه بين أيدي قادة الدول العربية والاسلامية المتواجدين كخارطة طريق لا بدّ من العمل بها لتحقيق انطلاقة عربية جادّة وموحدة لإنهاء الحرب الاسرائيلية على غزة ولبنان، ووقف الارهاب الإسرائيلي في المنطقة.
إن الرئيس الأسد، بيّن للقادة العرب بكل شفافية وإيجاز طبيعة ما يدور في منطقة الشرق الأوسط وما تواجهه المنطقة من تحديات إرهابية طالت الجميع بلا استثناء علاوة عن عرض القضايا العربية والإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتوصل إلى رأي عربي موحد إزاء الحرب على غزة، والدفع نحو إدخال المزيد من المساعدات ووقف التصعيد في الجنوب اللبناني، إضافة الى توحيد المواقف والضغط على المجتمع الدولي للتحرك بجدية لإيقاف الاعتداءات الاسرائيلية وايجاد حلول مستدامة تضمن الاستقرار والسلام في المنطقة.
من الواضح أن الرئيس الأسد بعث برسائل ساخنة وخطيرة إلى دول إقليمية تدعم الإرهاب وتستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات، ورسائل أخرى إلى دول كبرى تمارس نفس الشيء، في استخدام الإرهاب وإستثمار نتائجه لتحقيق مصالحها وأهدافها في المنطقة.
اليوم إن الآمال معلقة على هذه القمة في التعامل مع عـدة ملفات من أهمها وقف العدوان الاسرائيلي على غزة ولبنان، ورفض التدخلات والإملاءات الخارجية وضرورة أن يكون للعرب كيان جامع قوي في ظل التناحرات الإقليمية والدولية، كذلك تصفية الخلافات العربية- العربية لأن هذه الخلافات تجعل إسرائيل أو غيرها من القوى الإقليمية تتمادى فـي عـدائها للعرب، والتي تهدف الى تعميق عملية النهب للثروات العربية.
فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين إن الدول الغربية وحلفاؤها لا تريد أن يكون هناك تقارب عربي-عربي بل ترغب أن تستمر العداوة حتى تبقى المنطقة مشتعلة وتستمر في استغلال الدول العربية عبر بيعها الأسلحة وإستنفاذ ثرواتها.
وسواء وجدت مخرجات قمة الرياض طريقها نحو التجسيد الفعلي أو ظلت مؤقتاً أفكاراً متطورة في ادراج القمة العربية الإسلامية، فإن نجاح القمة مرهون بإرادة قادة الدول العربية والاسلامية في القدرة على اتخاذ مواقف موحدة لإيقاف الحرب على غزة ولبنان، لذلك يجب عليهم أن لا يثقوا بوعود الدول الإستعمارية خصوصاً إنها تكيل بمكيالين ليس في السر كما كان في الماضي بل في العلن وعلى مسامع وسائل الإعلام المختلفة، في هذا السياق هل تستطيع أمة العرب أن تعيد عقارب الساعة إلى مسارها الصحيح بوعي وعقل وثقة ووحدة رأي وكلمة وإستشعار للخطر الذي كشر عن أنيابه والذي يخطط أن يأخذهم واحداً بعد الآخر؟
وأختم بالقول، حمل الرئيس الأسد كسائر السوريين همّ فلسطين وقضيتها العادلة، فضلا عن تأكيده الدائم ومطالبته المستمرة في كل محفل دولي أو مناسبة بدعم فلسطين ولبنان على مختلف الأصعدة، وسط آمال في اتخاذ موقف قوي يقود لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.، وعبّر عن ثقته بانتصار المقاومة، وتمكنها من تحقيق هزيمة نهائية وحاسمة لإسرائيل.