اليمن: الإعلان عن استهداف قاعدة «ناحال سوريك» الإسرائيلية وتجدد الغارات الأمريكية على محافظتي عمران وصعدة
بعد أقل من 48 ساعة على غاراته السابقة، عاود التحالف الأمريكي البريطاني،أمس الإثنين، غاراته الجوية على مناطق في نطاق سيطرة “أنصار الله” (الحوثيون)، الذين أعلنوا، الإثنين، عن استهداف قاعدة “ناحال سوريك” الإسرائيلية العسكرية جنوب شرق يافا- تل أبيب المحتلة، في خامس عملية لهم بصاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي في عمق مناطق الاحتلال، وذلك بعد يومين من إعلان استهدافهم قاعدة “نيفاتيم” الجوية في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان، إن القوة الصاروخية (التابعة للجماعة) نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت قاعدة “ناحال سوريك” العسكرية جنوب شرق يافا (تل أبيب) في فلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي “فلسطين2″، مضيفًا أن الصاروخ حقق هدفه، وكانت الإصابة دقيقة، “ما أدى لنشوب حريق في محيط الموقع المستهدف”.
وأردف قائلًا إنهم “سيواصلون عملياتهم، وإن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على قطاع غزة ولبنان”.
ونشر الجيش الإسرائيلي، صباح الإثنين، حسب موقع “تايمز أوف إسرائيل”، “أن صاروخًا باليستيًا أطلق على إسرائيل من اليمن تم اعتراضه قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي”.
وتقع القاعدة العسكرية، وفق ذات المصدر، “في منتصف الطريق تقريبًا بين القدس وتل أبيب. وهي تضم مركز الذخيرة التابع للجيش المسؤول عن جمع وتخزين وإصلاح وتوريد الأسلحة، بما في ذلك كل شيء من الرصاص البسيط إلى الصواريخ المتقدمة”.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فقد أدى الصاروخ إلى انطلاق صفارات الإنذار في منطقة بيت شيمش وسط إسرائيل وجنوب الضفة الغربية. وقال الجيش الإسرائيلي وخدمات الطوارئ إن شظايا صاروخ اعتراضي تسببت بحريق في بيت شيمش.
فيما قالت خدمة الإطفاء في منطقة القدس في بيان إنه “بالتزامن مع عمليات الإطفاء، تقوم فرق الإطفاء بعمليات مسح إضافية في المنطقة، من أجل استبعاد احتمال اندلاع حرائق إضافية وأضرار ناجمة عن شظايا الصواريخ”.
وكانت “أنصار الله” أعلنت، يوم الجمعة، استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجويةَ في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي (فلسطين2)، وقالت إن “الصاروخ أصاب هدفه”.
ودشن الحوثيون المرحلة الخامسة من التصعيد، في سياق حملتهم الإسنادية لغزة، باستهداف مدينة “يافا” تل أبيب بطائرة مسيّرة في 19 يونيو/ حزيران، ومن ثم بصاروخ فرط صوتي اخترق كافة منظومات الدفاع الإسرائيلية في 15 سبتمبر/ أيلول، تلتها عمليتان في أكتوبر/ تشرين الأول، وعمليتان أخريان في نوفمبر/ تشرين الثاني، حتى الآن، بذات الصاروخ.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، ينفذ الحوثيون “تضامنًا مع غزة” التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر 2023، عمليات بحرية ضد السفن المتجهة، أو المرتبطة بإسرائيل، أو التي سبق لشركاتها الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وبهدف ردعهم عن تنفيذ عملياتهم البحرية ضد السفن يشنّ تحالف أمريكي بريطاني، منذ 12 يناير/ كانون الأول الماضي، ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف في اليمن يقول إنها للحوثيين، الذين بدورهم، وردًا على ذلك، اعتبروا السفن الأمريكية والبريطانية أهدافًا عسكرية.
في السياق، أعلنت وسائل إعلام تابعة للجماعة، الإثنين، عن تسع غارات أمريكية وبريطانية على محافظتي صعدة وعمران (شمال).
وأوضحت وكالة الأنباء سبأ بصنعاء، نقلًا عن مصدر أمني قوله، إن “العدوان الأمريكي، البريطاني استهدف بغارتين منطقة الرحبة في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة، كما استهدف بسبع غارات مديرية حرف سفيان في محافظة عمران”.
يأتي هذا بعد أقل من 48 ساعة على إعلان الجماعة عن عشر غارات أمريكية بريطانية استهدفت محافظتي صنعاء وعمران.
هيئة رئاسة مجلس النواب الموالي للحوثيين، أدانت، الإثنين، “استمرار العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، وآخره شن غارات جوية على العاصمة صنعاء ومحافظة عمران وغيرها من المحافظات”، وفق وكالة سبأ، التي يديرها الحوثيون.
وعدّت “استهداف مقدرات الشعب اليمني في مختلف المحافظات بالأسلحة المحرمة دوليًا جريمة حرب ضد الإنسانية، وفي إطار دعم وإسناد الإجرام الذي يمارسه العدو الإسرائيلي، ومحاولة بائسة لثني اليمن عن مواصلة دعمه ومساندته للشعبين الفلسطيني واللبناني، والتخلي عن دعم القضية الفلسطينية”.
في الموازاة، وجه الحوثيون رسالة للقمة العربية الإسلامية، التي انعقدت الإثنين في الرياض. وأعرب رئيس المجلس السياسي الأعلى (الحاكم في مناطق سيطرة الحوثيين)، مهدي المشاط، “عن الأمل في أن تخرج القمة العربية الإسلامية من حالة الخطابات والمناشدات إلى مواقف عملية، وهي قادرة على فعل الكثير، وأقلها فرض الحصار الاقتصادي على الكيان الصهيوني والمقاطعة الشاملة، ودعم خيار الشعب الفلسطيني المقاوم، وفتح المعابر مع الدول العربية المجاورة”.