استمرار الحرب زوال إسرائيل / د. صلاح الصافي
د. صلاح الصافي ( العراق ) – الأربعاء 14/11/2024 م …
عندما انتهت حرب تموز 2006 بانتصار حزب الله كان الطرفان على يقين أن هذه الحرب ليست الحرب الأخيرة بين الطرفين وبالأخص الفريق المنتصر لعدة أسباب أهمها أن هناك أرض لبنانية محتلة (مزارع شبعا) من قبل إسرائيل إضافة إلى ذلك عدم سماح حزب الله لإسرائيل أن تستفرد بالفلسطينيين ويبقى جبهة اسناد لتخفيف الضغط عنهم وأهم من هذا وذاك هناك عقيدة لدى أفراد الحزب أن نهاية دولة الكيان على أيديهم.
منذ ذلك الوقت وبعد إعادة البناء لما دمرته إسرائيل بدأ الحزب يستعد لهذه الحرب في بناء ترسانته العسكرية والتنظيمية من أجل هذه المهمة المقدسة، كلنا يعلم أن إعادة التسليح وبناء الأنفاق والاستعداد للمعركة المقبلة بدعم إيراني كامل، بعد حرب 2006 توضحت الأمور لقادة الحزب عن كل الأوراق القوية التي يمتلكها العدو وكذلك كل مكامن الضعف لهذا الكيان وعلى هذا الأساس بدأ الاستعداد للحرب القادمة وهي سوف تكون آخر حرب في المنطقة أو بالأحرى آخر حرب بين العرب وإسرائيل وهذا ما أكدته في مقالي السابق المعنون (المقاومة بديل الجيوش العربية)فإن هذه الحرب خاتمة الحروب لإسرائيل.
فما هي نقاط القوة ونقاط الضعف لإسرائيل من جانب وللمقاومة من جهة أخرى لنبدأ بالعدو أولاً حيث يمتلك نقاط قوة كثيرة أهمها قوة عسكرية مدمرة وجيش يُعد أقوى جيش بالمنطقة وتكنلوجيا عالية جداً إضافة إلى إمكانات هائلة لتجنيد عملاء في المنطقة من خلال الأموال وأمور أخرى لا يمتلكها الآخرون إضافة لدعم لا محدود من قوى الغرب من تسخير كل إمكاناتها المادية والمعنوية لدعم هذا الكيان ومن خلال ذلك أصبحت إسرائيل فوق القانون الدولي والقانون الإنساني بحماية مطلقة ويد مطلقة لتفعل ما تشاء ومن الأمور الأخرى والمهمة تحييد الدول العربية وجيوشها من هذا الصراع حتى تستفرد إسرائيل بالمقاومين، أما نقاط الضعف لهذا الكيان وأهمها أن هذه الدولة أسست على أساس توفير الأمن والرفاهية للمستعمرين الذين جاءوا بهم من بقاع الأرض والأمر الآخر أن الحروب التي تخوضها هذه الدولة تكون خارج أراضيها مطلقاً وحروب قصيرة خاطفة وهذا ما حدث بحرب 1948 وحرب حزيران 1967 وحرب تشرين 1973 وعلى ذلك لم يشعر شعب هذا الكيان بأي حرب خاضها جيشهم منذ تأسيس الكيان حتى نشوب هذه الحرب.
أما الأساس الثاني الرفاهية فإسرائيل بنت اقتصاد قوي يجعل اليهود القادمين من بقاع الأرض يعيشون برفاهية كبيرة وهذا بدأ يفقده مع استمرار الحرب مع حزب الله فالمصانع أغلبها توقفت والحركة الاقتصادية تكاد تكون معدومة وكثير من الأفراد أصبحوا بلا عمل بل أن الكثير منهم وخاصة المهجرين من مستوطنات الشمال أصبحوا عالة على المجتمع الإسرائيلي لأنهم ليس فقط عاطلين عن العمل بل يجب تقديم الخدمات والأموال والسكن لهم وهذا عبء على اقتصاد إسرائيل.
وبخصوص نقاط القوة والضعف للمقاومة فنرى أن الصعوبة لها عدم وجود دعم من محيطه العربي بل هناك حملة شرسة ضد المقاومة من هذا المحيط والجميع يعرف أن الحرب تحتاج دعم للديمومية إضافة للتدمير العشوائي والقتل المتعمد للمدنيين خاصة لمجتمع المقاومة للتأثير المعنوي على مقاتلي المقاومة، نعم هذا في الحسابات العسكرية نقاط ضعف لكن الحقيقة والمعطيات على الأرض يؤكد أن المقاومة وضعت ذلك في حساباتها لذلك عملت على بناء قوة تسليحية ولوجستية لمواصلة القتال لفترات طويلة دون الاعتماد على الدعم عند انطلاق الحرب وأضف إلى ذلك أن رجال المقاومين هم أبناء الوطن وأصولهم متجذرة بالأرض وعقيدتهم راسخة وأهم ما في هذه العقيدة أن الموت شهادة والشهادة سعادة يسعون لها بكل ما أتوا من قوة.
على كل ما تقدم نقول أن استمرار الحرب وصمود المقاومة سوف يجعل الإسرائيليين يتسارعون بهجرة دولة إسرائيل واستمرار الحرب يجعل تهاوي الاقتصاد بوتيرة أسرع وهذا يجعل استمرار الحياة في هذا الكيان مستحيلاً وهذا يجعل الأسس التي بُنيت عليها دولة إسرائيل تتهاوى مع استمرار الحرب والنتيجة الحتمية هي زوال إسرائيل.