المخططات الأمريكية: الرؤساء المؤسسين لأميركا عقيدتهم توراتية / مصطفى إنشاصي
مصطفى إنشاصي ( مصر ) – السبت 16/11/2024 م …
سأكتب هنا لمن يريد معرفة أعداءه وحقيقتهم بعيداً عن الذين ضلوا وأضلوا، ومازالوا، دون تفكير أو فهم، لأن الهزيمة النفسية تمكنت من قلوبهم، وأفقدتهم وعيهم، وغيبت عقولهم، وحجبت عنهم قدرتهم على التفكير والفهم باستقلالية بعيداً النسخ واللصق! القليل الذي يعرف أن رواد الفكر والتأليف الذين أصلوا لنا رؤيتنا لعدونا في وطننا من قرنين هم أول المهزومين ثقافياً وفكرياً أمام النموذج الحضاري الغربي، تبعهم خريجي الجامعة الأمريكية، وما أدراك ما الجامعة الأمريكية! زيفوا لنا كل شيء له علاقة بصراعنا مع الغرب والعدو الصهيوني، وخدعونا بأكاذيب أصبحت بدهيات ومسلمات في ثقافتنا ومازالت تتربى عليها الأجيال!
لا أريد الخوض في التاريخ الأمريكي وإن كانت أمريكا إمبراطورية بلا تاريخ، وإن كان لها تاريخ قريب فقط فهو تاريخ أسود، ملطخ بالإبادة الاستئصال وسفك الدماء و…، وأكتفِ بالقول:
أن المؤسسين للكيان التوراتي الأمريكي الأوائل أعلنوا أن تأسيس كيانهم هو توطئة لإقامة (إسرائيل التوراة) في فلسطين! وأخيراً أعلن كولن باول يوم 24/9/2004م: (إن أمريكا دولة يهودية ـ “مسيحية”).
إن عمق العداء الأمريكي لأمتنا ووطننا ليس جديداً (فالولايات المتحدة تعتبر أوضح مثل لتقاليد الصهيونية غير اليهودية، فقد تغلغلت الأفكار العريضة للصهيونية في التفكير الأمريكي والسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وفلسطين منذ قيام الجمهورية ولا يزال هذا الاتجاه سائداً حتى يومنا هذا. وتشير السياسات العامة حول المشكلة الفلسطينية إلى اعتراف الولايات المتحدة “بحقوق” اليهود في فلسطين). وذلك العمق التاريخي والبعد التوراتي ظاهر جلياً في المشروع الأمريكي لـ”لشرق الأوسط الجديد”، وفي حرب الإبادة لغزة…!
للعلم أن الكيان التوراتي الأمريكي من قبل أن يتم إنشاءه، وحرب الاستقلال لم تنتهِ بعد، وهم يناقشون لغة الكيان المستقبلية بعد الاستقلال، تم طرح أن تكون (اللغة العبرية) هي اللغة الرسمية للكيان الأمريكي، وحتى بعد الاستقلال ظل هذا الطرح قائماً.
كما أن البُعد التوراتي كان متأصلاً في الرؤساء الأمريكيين الأوائل المؤسسين للكيان الأمريكي، قبل وجود اللوبي الصهيوني، وقبل أن يصبح لليهود أو وزن في الساسة الأمريكية، والانتخابات الأمريكية، تلك الكذبة التي روج لها وتستخدم المهزومون في أمتنا لتبرير التأييد الأمريكي الثابت للعدو الصهيوني!
وإليكم لمحة سريعة موجزة عن يهودية الروساء الثالة الأول المؤسسين للولايات المتحدة التوراتية:
جورج واشنطن:
إن التاريخ الأمريكي منذ بدايته كان أسيراً للخرافات اليهودية، وذلك من خلال الإيمان البروتستانتي، وهذا (جورج واشنطن) أول رئيس لأمريكا كان يوصف بأنه (رجل شديد التدين “عبراني” وظل حتى أخريات أيامه عظيم التقديس للشعائر والطقوس اليهودية والتاريخ المقدس الذي تضمنه العهد القديم… وقد عبر في رسالة وجهها إلى قادة اليهود في مدن فلادلفيا، ونيويورك، وريتشموند، عن أمله في أن يظل الرب صانع المعجزات الذي خلص العبرانيين في الأزمنة القديمة من بغي مضطهديهم المصريين، وزرعهم في أرض الميعاد يسقيهم من ظل السماء، إلى جانب الولايات المتحدة، وأن ينعم الرب القدير “يهوه” على كل الولايات المتحدة التي تأسست بقدرته، بالبركات الدنيوية والروحية التي أنعم بها على شعبه..
لاحظوا (الرب القدير يهوه) وليس المسيح عليه السلام!
وفي كلمة وجهها إلى جيشه حث الجنود فيها على أن يرتقوا إلى المستويات الرفيعة التي كانت في جيش بني إسرائيل العظيم الذي ظل رافعاً راية “يهوه” طوال أربعين سنة في القفر تحت هداية وقيادة أعظم وأحكم جنرال عرفه العالم طوال تاريخه!. رافعاً راية (يهوه)!
جون آدمز:
وهو الرئيس الأمريكي الثاني ولم يكن أقل تعصباً من سلفه لعودة اليهود إلى فلسطين، وإقامة دولة لهم، بحسب خرافات التوراة المزعومة. فقد “وجه في عام 1818 رسالة إلى الكاتب اليهودي (مردخاي نوح) وكان يشغل منصب القنصل الأمريكي في تونس، جاء فيها: (إنني أرغب حقاً في رؤية اليهود ثانية في أرض يهودا كأمة مستقلة).
كما ذكر بن غوريون: أن جون آدمز قال في رسالة وجهها إلى ضابط يهودي: سيأتي يوم يعود اليهود فيه إلى بلادهم لبعث دولة يهودية)!
1وذلك الموقف من رئيس الولايات المتحدة جعل قنصله اليهودي في تونس سالف الذكر يتواقح في عام 1818م، ويخطب في افتتاح أحد معابد اليهود في نيويورك ويقول: (إن القضاء على السيطرة التركية في أوروبا سيترتب عليه تحرير اليهود وسيكون في استطاعتهم السير مرة أخرى لامتلاك سوريا تحيط بهم هالات النصر وذلك يظهرون مكانتهم بين دول العالم).
وقد تم طرده ذلك القنصل من تونس بالقوة بعد أن بالغ في مجاهرته بالعداء للإسلام ودولة الخلافة، وقد أحدث طرده أزمة دبلوماسية بين تونس وأمريكا آنذاك.
توماس جفرسون:
وقد كان الرئيس الأمريكي الثالث، وقد اقترح عند توليه الرئاسة أن يكون رمز الولايات المتحدة شعاراً يمثل (أبناء إسرائيل) تقودهم غيمة في النهار وعمود نار في الليل، متأثراً في ذلك بثقافة أمريكية تستمد جذورها من التوراة العبرية: “21وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلاً. 22لَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلاً مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ”. (الخروج: 13).
هؤلاء هم المؤسسين الأوائل، وذاك في البداية كولن بأول من المعاصرين في الوقت الحاضر، للأسف تلك الحقيقة تم تغييبها ومازال عن أجيال الأمة لتعرف أن أمريكا مثل بريطانيا والغرب لم ولن تكن صديقاً أو محايداً يوماً ما!