لماذا زادت وتيرة الغارات الإسرائيلية على سورية ؟ / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الأحد 17/11/2024 م …




 

تخرج إسرائيل من الحرب على لبنان وغزة باعتبارها الخاسر الأكبر، فصمود المقاومة، هو فشل استراتيجي للكيان الصهيوني، فالتهديد الذي تتعرض له إسرائيل آخذ في الازدياد، والتحديات العسكرية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي أصبحت أكثر تعقيداً.

على مدى السنوات الماضية، لم تتوقف إسرائيل عن استهداف مواقع سوريّة ، مستهدفة بشكل أساسي المدنيين والتي كان أخرها  استهدف مباني سكنية في المزة وقدسيا بدمشق وريفها، وبذلك تجاوزت جميع الخطوط الحمر هناك، فإسرائيل تضغن خصومة خاصة لسورية وتريد الإنتقام منها فهي تمثل للإسرائيليين أكثر من تحدٍ، فهي الحليف الأهم والأقرب للمقاومة.

على خط مواز، إن قصف إسرائيل أهدافاً متعددة في العمق السوري، وفي مثل هذا التوقيت الحساس، فهذا يعني،  إنها تشكل خطراً حقيقياً ووجودياً على الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر وفي المستقبل، فالذي يتابع أخبار الكيان الصهيوني وتحليلات منظريه يعرف حجم التخبط والجنون الذي أصابه هذه الفترة.

بالتالي إن الاعتداء الإسرائيلي على سورية، يأتي  بالتزامن مع تقدم الجيش السوري سريعاً في مختلف المناطق السورية بالإضافة الى  اليأس من امكانية تغيير معادلات الصراع على الساحة السورية لمصلحة الجماعات الارهابية التي إنهارت بفعل الإنجازات الميدانية التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه على أكثر من محور.

فإذا تأملنا نظرة متأنية لما تقوم به إسرائيل يتضح بما لا يقبل الشك أن هناك أهداف تسعى إليها وتعمل على تحقيقها بمعاونة أطراف دولية وداخلية من أجل تأزيم الوضع السوري، وبالتالي تمرير أهدافها الخبيثة، لذلك هناك رغبة عارمة لإسرائيل في تدمير كافة الأسلحة وخصوصاَ الصواريخ السورية، والتي تفيد معلوماتها الاستخبارية أنها تصل لحزب الله اللبناني والذي يستخدمها لضرب مواقع  إسرائيلية، بالإضافة الى أن  إسرائيل  تود الحفاظ على المعادلة العسكرية القائمة، ضعف الجميع أمام قوة إسرائيل، فهي تحاول إضعاف الدولة السورية، لتظل الصراعات القائمة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في سورية  دون حل، ولولا الضوء الأخضر من واشنطن لما تجرأ الكيان الصهيوني على قصف مواقع في سورية بدعوى أن هناك مستودعات للأسلحة والصواريخ الإيرانية تهدد أمن إسرائيل، فالكيان الإسرائيلي يعتبر سورية الجسر الواصل بين إيران وحزب الله، ويريد دائماً ضرب هذا الجسر لقطع وعدم السماح بالاتصال المباشر ما بين إيران والعراق وسورية ولبنان، ومن جهة أخرى تأتي الغارات الإسرائيلية الجديدة في إطار محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” صرف الأنظار عن التظاهرات المندلعة ضده.

على خط مواز، ان الاعتداء الاسرائيلي على سورية دليل واضح علي فشل السياسة الاسرائيلية في الشرق الاوسط و خاصة فشلها في غزة ولبنان والذي وضعها أمام سيناريو مرعب والذي سيؤدي إلى رد فعل عنيف داخل الكيان الصهيوني وخارجه، وبالتالي أن هذا الاعتداء يكشف عن واقع إسرائيل المأزوم، والتي تخوض حرب استنزاف طويلة مع رجال المقاومة.

وهنا يمكن القول، إن المنطقة يعاد تشكيلها على ضوء الحرب الكبيرة التي تشنها إسرائيل على سورية، ومواجهة الجيش العربي السوري لها، و محور المقاومة يستجمع قواه ويعيد تشكيل المنطقة من جديد بعدما حاولت أميركا وحلفاؤها ملء فراغ تركته الأحداث التي جرت منذ سنوات، وبالتالي فإن سقوط المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية يعني دخول المنطقة برمتها في الزمن الإسرائيلي.

مجملاً…. ما يعيشه الكيان الصهيوني من خيبة في ظل الإنتصارات التي تحققها المقاومة، نقرأ واقعنا فيها أن المقاومة أسقطتهم وحافظت على غزة ولبنان من السقوط، فالحقيقة التي يجب أن ندركها إننا الآن أمام تحدي كبير يتطلب منا التغيير في الاستراتيجيات والعودة إلى الكفاح بكل أشكاله، وكسر حال الصمت لمواجهة أمريكا وذيلها إسرائيل الإرهابية .

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

17 + إحدى عشر =