د. مها قاخوري: ان تسمع عن غزة وجراحها وجرحاها شيء وان تحتضن أطفالها ممن بترت أحلامهم ومستقبلهم قبل ان تبتر ايديهم شيء آخر
د. مها فاخوري ( الأردن ) – الأحد 1/12/2024 م …
* عن الفيسبوك …
https://www.facebook.com/share/p/15TZZHgzaW/
وجع لا يهدأ حتى حين تقدم لهم القليل القليل مما حرموا منه ضحكاتهم ولمعة الفرح في عيونهم لن تهديء من نار الالم في قلبك وانت تقول يارب الافُ غيرهم لا زالوا يعانون الحرمان والوجع والجراحات ….مهما كان دينك او عقيدتك ستجد نفسك تدعو يارب هبنا المزيد كي نربت على جراح الطفولة التي تآمرت عليها غيلان الشر من محور شرٍ عالمي تقوده صهيونيةُ نتنه.
عن ماذا اكتب لأكتب … عن امٍ فقدت رفيق دربها وتحويشة عمرها ولم يتبق لها غير محمد ابن السبعة عشر ربيعاً والذي أنهى عامه الاول من الإصابة وساقه اليمنى مثبتةً بأسياخٍ تلهب عظامه وتخرج قيحاً سببه قيح قبحنا حين تركناهم وحدهم يصارعون همجية العدو….يتعلم الانجليزيه على تطبيقٍ على الهاتف ويحلم بأن يصبح مهندس برمجيات….يغير على جراحه بنفسه ويقول لي لا كله Dry واحد بس بيطلع منه شوية pus
ام اكتب عن ام كنان واحمد والتي هبط المنزل على رؤوس عائلتها المكونه من تسعة أنفار…عن ابنتها الشهيدة التي تفجرت امام أعينهم لا بل تعثروا بأجزاء جسدها وهم يركضون هرباً من الموت….حاملين كسور صعبه و صوت كنان وهو يطلب شاش فازلين وماء ملح لكي يغير على جرحه
ااكتب عن جنى ابنة ال ١٤ ربيعاً والتي جاءت إلى هذه الدنيا بعد ست محاولات زرع انابيب. والتي تجلس بوجه ملائكي تخبرني كم عانت في كردور مستشفى الأقصى لازدحامه وتتحدث عن شقيقها التوأم وعن حلم الحصول على يدٍ جديده
هل اكتب عن ابراهيم الذي فقد يده في اليمنى في اول ايام الحرب وحين جلسنا بعد تعب التسوق لنأكل وحين حضر البرغر اكل لقمه واحده ولم ألحظ انا انه لم يتمكن من الشطيره بيده اليسرى فأحجم عن الاكل حتى قامت ام محمد لتطعمه بيدها
ا اكتب عن رهف ام مصطفى ام ناصر
ام عن الامهات
اعتقد انني يجب ان اكتب عمن يبذلون الجهد لزرع البسمه والتخفيف من الام الرحله التي طالت ولا نعلم متى ستنتهي
ابدأ بالمنظمة التي رتبت لعلاجهم ال PCRF
والصديقه سهى الغول رئيسة جمعية الوقايه من الامراض غير الساريه في نقابة الاطباء الاردنيه ومجلس نقابة الاطباء نقيباً واعضاء والزملاء الاطباء اللذين ارسلوا لي تبرعات من اربد وعمان كلُ بإسمه وانا اعرف انهم لا ينتظرون شكراً
شكراً لمطاعم حماده على كرم الضيافه وإهداء الاطفال فرحة في خضم الاوجاع
شكراً لمستشفى عبد الهادي الذي استقبل من توجع منهم واستقبل الاطفال المدير الطبي ورئيس قسم الطواريء وقاموا بكل ما يلزم وزودوهم بالعلاج اللازم …وكان استقبالهم حقيقةً يثلج قلبي
هل اشكر رجلاً لا اعرف اسمه استوقفنا في المول وأصر ان يعطي الاطفال اللذين معي مبلغاً هديةً منه ومن اهل بيته
ام اشكر مدير المتجر الذي فرغ شباب ليساعدوا الاطفال في انتقاء ما يلزمهم من ثياب
ام اشكر موظف المتجر الذي اصر على ان يرافق المصابين اللذين تعبوا لمقهى ليرتاحوا في انتظار اخوانهم وأصر على احضار الماء والعصير ضيافةً من جيبه
ام اشكر الموظفين في متجر حقائب السفر اللذين ساعدوا في تفريغ المشتريات في الحقائب @ا
ام اشكر حارس المول الذي ساعد في انزال محمد من السياره وهو يقول له
رجلك هاي بتنباس
حقيقه تجربه غنيه زادت من اوجاع الروح ولكن محبة الاردنين لهؤلاء الاطفال واللفتات البسيطه التي ذكرت زرعت في قلبي بعضاً من امل
وأملاً اكبر زرعه في قلبي الاطفال معي في السياره وهم يتحدثون بإصرار بتحلم اسرائيل تهزمنا
وصوتهم ينشدون طوال الطريق معلش شو صار كله فدا فلسطين
مزيج من الوجع والفرح لا اعلم أيهما اكبر رافقوني في نومي وصحوي
نعم ان تسمع عن غزة شيء وان تحتضن جراح أطفالها شيءُ آخر …