قاوموا العربدة الاسرائيلية الأمريكية / مجدى حسين
مجدي حسين ( مصر ) – الثلاثاء 10/12/2024 م …
العربدة الاسرائيلية تمتد من محور صلاح الدين ومعبر رفح وكل غزة
إلى لبنان ثم إلى مجمل الأراضى السورية على طريق دولة اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ويدخل فى ذلك التقدم على طريق ضم الضفة وتهجير أهالى غزة والضفة . العربدة اسرائيلية أمريكية غربية هناك تحالف عسكرى موثوق بين اسرائيل ودول الناتو فى القصف والاستطلاع والتجسس والامداد بالأسلحة وحماية الكيان من الصواريخ وقصف بريطانيا وأمريكا لليمن وهكذا فنحن أمام حملة صليبية معاصرة تستهدف القضاء على مكامن القوة فى الأمة ، ولم تكن غزة سوى البداية . على كل القوى الوطنية فى كل البلاد العربية والاسلامية التجمع والتحرك على هذا الأساس بما فى ذلك إرسال متطوعين إلى جبهات القتال وإن كانت هذه الجبهات لا ينقصها الرجال والمقاتلين لكن ينقصها الدعم السياسى والاقتصادى والاعلامى .. لابد من حملات شعبية كبرى لمقاطعة كل الدول المشاركة فى العدوان وعلى رأسها أمريكا وألمانيا وفرنسا وانجلترا ، وعدم الاكتفاء بمقاطعة بضائعهم .
وبطبيعة الحال البدء يكون بالكيان المحتل .. إن الذى بيدنا كقوى شعبية أن نعاود حملتنا المطالبة بوقف كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيونى وتجميد كامب ديفيد .. هل نسيتم أن المنطقة د التى تقع فى أراضى الكيان أصبحت خارج قيود كامب ديفيد وحيث يجب عدم وجود أى دبابة بعمق 3 كيلومتر . وانتهاك الاتفاق الاضافى مع مصر بخصوص معبر رفح وممر صلاح الدين الموقع عام 2005 . وهاهى الآن بعد تدمير كل قطاع غزة وأجزاء واسعة من لبنان تحتل أراض واسعة فى سوريا بالمخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 حتى أصبحت على مقربة من دمشق .
قالوا إننا نجنب مصر الحرب . ولكن إلغاء الاتفاقية المنتهكة لا يعنى إعلان حرب . وقطع العلاقات الافتصادية ليس إعلان حرب . إن ثقل مصر لم يستخدم فى هذه المعركة الممتدة منذ 14 شهرا على الأمة . إن أكبر سند لاسرائيل فى هذه العربدة التى تخطت الحدود أنها مطمئنة لأن ظهرها محمى من أكبر قوة عسكرية على حدودها ، بمعنى التأكيدات المستمرة بأن مصر لن تتدخل مالم تمس حدودها أو أراضيها . ثم تبين أن مصر تغاضت عمليا عن معبر رفح وممر صلاح الدين رغم أنه من صميم الحدود والسيادة والاتفاق الملحق بكامب ديفيد عام 2005 . فتمادت اسرائيل وهى مطمئنة . وظلت البيانات الرسمية المصرية تقول إن جيشها لن يتحرك إلا إذا انتهكت السيادة المصرية وهو مايعنى ضمنا ان انتهاك اسرائيل لممر صلاح الدين ومعبر رفح ليس انتهاكا للحدود والسيادة ، فتمادت اسرائيل فى غيها .
اعتقدت دائما وكتبت كثيرا إن مصر هى المهيئة بحكم الموقع والموضع والشخصية التاريخية لقيادة الوطن العربى . وأصبحت هناك مقولة شائعة : الحرب مع اسرائيل غير ممكنة بدون مصر والسلام مع اسرائيل غير ممكن بدون سوريا . ويبدو ان اسرائيل هى الوحيدة التى استفادت من هذه الحكمة فهى قد ضمنت السلامة بوقف الحرب مع مصر على مدى أكثر من نصف قرن والآن تفرض السلام الاسرائيلى الكامل من خلال إخضاع سوريا بالقوة .
يعلم المسئولون عن الأمن القومى وكل الباحثين فى الأمن القومى ان هناك قاعدة بسيطة لأمن كل دول العالم ، ان حماية أمن الوطن تبدأ خارج حدوده ، أى بالتصدى للخطر القادم خارج الحدود قبل أن يدخل إليه . والأمن القومى المصرى عبر التاريخ كان دوما فى بلاد الشام ومنها فلسطين . الحفاظ على أمن مصر تحقق بالانتصار على الأعداء فى الشام وإلا يدخل الأعداء مصر كالهكسوس . ويحضرنى مثالا واحدا : فمعركة قادش الشهيرة التى انتصر فيها رمسيس الثانى على الحيثيين وهم من آسيا الصغرى أى تركيا جرت فى حمص !
وبالتالى فوجود الاسرائيلى على حدود مصر على جثة 54 ألف شهيد فلسطينى و100 الف جريح فى غزة التى كانت فى عهدة مصر بين 1948 حتى هزيمة 1967 وسلمها السادات لاسرائيل فى كامب ديفيد ، وجود اسرائيل بهذا الشكل على حدود مصر أفدح خرق ممكن للأمن القومى المصرى . والمخترق فى الوقت نفسه فى أثيوبيا فى أهم ما تمتلكه مصر أى المياه . فنحن حين نحارب اسرائيل أو ندعم المقاومة الفلسطينية المسلحة ندافع عن حقنا فى الحياة . وبالمناسب حدث أخيرا تطور مهم فقد أجرت أمريكا اتصالات رسمية مع أرض الصومال المنشقة عن الصومال والحليفة لأثيوبيا واسرائيل والتى تعادى مصر وطردت بعض المصريين مؤخرا . أرض الصومال التى لم يعترف أحد بها فى العالم عدا أثيوبيا حتى أول أمس .
هاهو نظام بشار تجنب القتال المباشر مع اسرائيل حتى سقط ، ولكن اسرائيل لا تترك الجيش السورى الآن إلا حطاما ، فى معركة زائفة من جانب واحد فلا يوجد من يواجهها ، ولكن سوريا فقدت جيشها كأفراد انفرط عقدهم وكمعدات ومراكز أبحاث وذخيرة .
أرجو عدم التفاخر بأننا حافظنا على الجيش المصرى على مدى أكثر من نصف القرن ، فالجيوش تبنى وتسلح كى تحارب عند الضرورة ولكى نستطيع أولا أن نضرب بأيدينا على الطاولة محذرين اسرائيل . وأن نوقف التطبيع وهكذا دون أن نخشى .
لا أريد المقارنة بين أوضاع مصر وسوريا وتوجد بها الكثير من الاختلافات ، ولكن أريد أن أحتكم إلى القرآن الكريم فكل التشريعات والقواعد المنزلة من الله ، لابد أن تطبق فى كل جيل . ولا يوجد نص فى القرآن الكريم يبيح تأجيل هذه الشرائع طول عمر جيل محدد وإلا يكون هذا الجيل كله لم يلتزم بالاسلام . وفى موضوعنا :
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) البقرة
على مدار50 عاما اعتدت اسرائيل على حدودنا وقتلت عشرات الضباط والجنود وقتلتنا بالسرطان وغيره من الأمراض عبر يوسف والى. واعتدت على حدودنا أخيرا فى موضوع معبر رفح ومحور صلاح الدين . ونحن كمسلمين وعرب وبنى آدميين معنيون بمجازر غزة وفلسطين . وكمسلمين وعرب وبنى أدميين معنيون بما حدث يحدث فى الضفة ولبنان والآن فى سوريا . وطرحنا عليكم كل البدائل من 1 إلى عشرة ولكنكم لم تفعلوا شيئا . بل أكثر من ذلك تقومون بأعمال سلبية باستيراد الغاز من اسرائيل ومواصلة التجارة والسياسة والدبلوماسية معها . رغم أن حاكمها مطلوب للعدالة . واسرائيل مدانة أمام محكمة العدل الدولية وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة .
الآن أقل ما يمكن أن يكون مقبولا : إغلاق السفارة ووقف كل أشكال التطبيع .