يا رب لوط، أقم قيامتك، سبحانك!!! إلتفاتة الى ما يجري في امة العرب / د. سمير أيوب




د. سمير محمد أيوب  ( الأردن ) – الأربعاء 11/12/2024 م …
والعين يا رب كل الناس، على الشام وغزة ولبنان، تماما كما هي على الصومال والعراق وليبيا واليمن، نحن في زمن تناسلت فيه امة العرب الكثير من المستعربين، والمتصهينين، والمتأسرلين، والمتأمركين، والمتخلجنين، وتفشى بيننا مُدَّعو الايمان المُتَمذهب، والقومية المُتَعَنصِرة، والنضال الزاني، والعمالة المتقاعسة، خلفاءً لك في الارض، وشاع بيننا انتحالُ الصفاتِ الالهية والدنيوية. وتكاثر فينا مقاولو الموروث، المُثْقَلِ بالتزوير واستخدامِ المُزَوَّرِ للتبرير. حتى بات ناسك، ما بين قاتل ومقتول . أستأذنك سبحانك، أقم قيامتك. فالجُلُّ منا، بات مستحقا لعاجل حسابك وتبعاته، بعد ان راكم الكثيرَالكثيرَ من مقتضياته.
كلهم يا مَلِكَ الناس، صولجانات شيطانية من الأبالسة، متعددي الرؤوس كأفعى الهايدرا. يعتقلون الايمان بالاوطان والحق والعدل والكرامة، ويحجرون عليها في سراديب أحدث خطوط موضه التبريرات والتسويفات والتأويلات والتطنيش. كهنوتٌ يستثمر في المظاهر الشكلية للحرص او الوطنية الممعنة في الضيق. مُتحالف ٌومُتساندٌ عاموديا وافقيا، في الشكل وفي المضامين، مع طُغَم ِمالِ السُّحتِ، في ممالك الرمل والقلق والاظلام والعتم. يستثمرون في ادعاءات عفى عليها الزمن ، يوظفونها في مدارج مشبوهةِ المرجعيات . جلهم الدافِعُ والمُنْدَفِعُ والمدفوع له ، يغتصبون صفاتك، وينتحلون ما اختصصت به ذاتك، لقتل ناسك، كل ناسك ، سعيا وراء رضا أكابر الشياطين من ألد أعدائك وأعدائنا.
يا إلهَ كل الناس، ما أقبح ادعياء كهنوت الظلام، بالتحريف والتجريف، يباغتون ناسك في كل ما فطرتهم بالحق عليه. زَوَّروا اتجاه القبلة الحقه، فما عادت مكة او بيت المقدس، قبلة الكثير من عبادك. اقتلعوا الكثير من وحيك من سياقاته، وفسروا الكثير من نصوص الحياة على غير مقاصدها. بعضها بمطٍّ مُمل، وبعضها باختزال مُخل.
كهنوت عاقر من الفكر، قناعاته آيلة للسقوط. يتخندقون في حضن ما تعفن من مكذوب مدسوس محكي. ينكشف زيفه مع اول نقاش عقلاني له مَثَلُ بعضهم، كَمَنْ يُحاضِر في العميان عن موجبات غض البصر.
يا رب، هم مجاميع معاصرة من الابالسة، أذكياء كجرذان المختبرات، لا يَكِلّون ولا يَمِلّون كالنمل الدؤوب هم. مرجعياتهم مشبوهة، سيوفهم كثيرة، معارجهم لكل من يركب، وروادهم من المُضَلَّلين وعمال التراحيل. يتناسلون بالتشظي كالأميبا تماما. ممارساتهم طرق مختصرة لتشويه مقاصدك في الاستخلاف، والتضبيب على رسالات قناديل الهدى من انبياءك ورسلك ورجالاتك.
لا يعرفون من مقتضيات واجباتهم وتبعاتها، في وجه الشياطين من أعدائك ، إلا التلويح بالمناديل المعطرة ، والشعارات الفارغة ، والمَسيرات الكاذبة. ويشهرون سيوفا في وجه ناسك، سيوفا تعبق بالكاز، بعد ان جعلوهم حقل تجارب لجَزِّ الرقاب، او جرذانا منسية في أعماق الجحور.
عُذراً ايها المؤمنون، هؤلاء القتلة المباغتون، ليسوا منأ.
عُذراً ايها الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، فهؤلاء القتلة ليسوا من ابنائك.
يا رب لوط، يا رب كل الناس، معك لن نشعر بالوحدة، فنحن نعلم علم اليقين، انهم لن يعجزونك. نرجوك ونلح عليك: أقم قيامتك سبحانك.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

4 × 5 =