هيا قُمْ، فدربُ الآلام في انتظار قيامتك!!! … أحافير في الحب – الاولى / د. سمير محمد ايوب




د. سمير محمد ايوب ( الأردن ) – الإثنين 30/12/2024 م …
ورحلة قلبك برفقة قلبي، أنْهَيتيها إلى هناك، بنوع مستحدث من الابتعاد العدائي، أكتفي بهذا القدر من واجب   المحاولة. فالحق يقال، أن المواقف تكشف كل خفي. نصيحة، لا تحاولي ان تعرفي الغيب، بالطريقة التي بها باصرار فعلت، لأنك ستخسرين بالتأكيد آخرين. فالنور الزائد يعمي الابصار.وانا بإرادتي رضيت بالصمت، ولكن ثقي بأني لم أكن مغمض العينين.
مضطربلا رضا، للتعافي من صدمة برودك، خذلانك، التعود على خيبات انسحاباتك، على موت الكلام بيننا، وعلى ان الكون المعلن بات ناقصا من احب.
وقد اخترتِ ما اخترتِ، أسألك: هل مللت مني؟! او وجدت من يعوض مكاني؟! او بكل بساطة من هو افضل مني؟! كان من الافضل، أن لا تفتعلي شيئا لتُكَرِّهيني بك، ولا أن تختلقي لي عيوبا لتكرهيني. فقط ببساطة كأن الأجدر أن تصارحيني وتقوليها بوجهي: أن ما بيننا قد انتهى. ونرحل بود الأصدقاء، كما كنا عند البداية اوفياء اتقياء. فعلتيها بلا مبالاة، وكأن قلبي لم يكن يوما مسكنك، ولم تكن كتفي وسادتك، ولا صدري حضنا لرأسك.
في التفاتة إلى الوراء ومراجعة، أعرف أنك فتشتِ، بحبشتِ ونبشتِ كثيرا لتخسريني، وانا متعمدا تركتك تكسبين على قلبٍ انت الوحيدة في العابرات، من دخلته، وداست عليه، وحاولت كسره، بعد ان تعبت في لملمته وفي ترميمه.
ما اسخفني، كنت ساذجا بالفعل، حين ظننت ان مكانتي في قلبك شكل تاني، كبيرةٌ وبلا عناء راسخةٌ الانتماء. لا الوم ظني، بل ألوم كل فنجال قهوة اسكرنا معا، واعتذر لروحي عن كل لهفة خاب ظني فيها، اعتذر لعيوني التي رات ملامحك تتركز في احلامي. اعتذر لقلبي الذي اختارك توأما، واعتذر لسمعي الذي كنت أنت بالذات، اول من يسرع اليها في الفرح وفي الحزن. اعتذر من همومي الصغيرة قبل الكبيرة التي كنا نتقاسمها، اعتذر من خوفي الذي كان يحس معك بالامان، من تعبي الذي كان معك يحس بالراحة، اعتذر من الحب الذي عمره ما كان إلا إمارات وحضور.
حتى بحزني المحبوس سابقى ابحث عنك في كل الاماكن. ففي كل الزوايا أطياف من ذكرياتنا تحوم، تأبى    قرارك المتعجل، فأنت لم تكوني صدفة في حياتي، ولا حاجة، ولا اياما مرت، بل اجمل اقدار جعلتنا في  عتم القلب شركاء، ضياء ، بلسم، وانيس. في كل هذا وذاك، لم تكوني على الضفاف، ولا على الحواف، بل تلامسين القيعان.
وأنا أثق ان الدنيا لا تقف على احد ولا عند أحد ولا لأحد، حاولت بصدق وعفوية ان اسعدك، ان تبقين رفيقة الكثير من المشترك. عندي لنفسك اللوامة عناقيد من الأسئلة، أنتقي منها ما أتمنى ان تجيبين بصدق عليها، ولو بينك وبين نفسك. هل أستحق كل هذا الإيذاء البدائي المتعمد؟! لم دخلت حياتي وتركتيني اتعشم فيك،     وانت متأكدة انك لن تكملي المشوار معي؟! هل هدأت اعماقك بعد ان رحلت؟! هل ارتحت بعدي؟! هل وجدت في البعد ما كنت تفتقدينه؟!
اثق انك ذات يوم، ستأتين الى قبري، تلقين السلام بصمت. وتهمسين: يا كل حالي، كيف حالك من بعدي؟!
وتصرخين بعدها: أنا مصابة بك، هيا قم وأقم قيامتك، واملأ قلبي كعادتك، فأنا لم اجد احدا يحبني مثلك.
الاردن  – 28/12/2013

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اثنا عشر − 1 =