لبنان: الجيش الإسرائيلي انسحب منتصف الليل وأبقى على 5 مواقع مقابلة لمستوطنات الجليل




الأردن العربي – الأربعاء 19/2/2025 م …

 انتهت فجر الثلاثاء مهلة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بعيد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي عزمه إبقاء قواته في خمس نقاط استراتيجية عند الحدود.
وقد انسحبت القوات الإسرائيلية ليلاً من القرى والبلدات التي كانت تحتلها في الجنوب، وهي: يارون، مارون الراس، بليدا، ميس الجبل، حولا، مركبا، العديسة، كفركلا والوزاني، فيما أبقت على وجودها في خمس نقاط رئيسية على طول الحدود.
في المقابل، بدأ الجيش اللبناني بالإنتشار في قرى بليدا وميس الجبل ومركبا والقرى المحررة، ومع دخول الجيش اللبناني إلى هذه القرى، باشرت فرق من فوجَي الهندسة والأشغال بإزالة السواتر الترابية ومسح الطرق الرئيسية من الذخائر والقذائف غير المنفجرة. كما سيّرت قوات «اليونيفيل» دوريات في تلك القرى، واقامت نقاطاً عدة إلى جانب الجيش اللبناني.
ومع دخول الجيش اللبناني، توافد الأهالي لتفقد منازلهم وأرزاقهم، فيما دعت بلديات الاهالي إلى التريث في الدخول إلى القرى، إفساحاً في المجال امام الجيش للعمل على مسح الأراضي التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، حفاظاً على سلامتهم.
يُذكر أنه قبالة مواقع العدو الخمسة توجد تجمعات استيطانية رئيسية هي: تلال اللبونة في خراج الناقورة تقابلها أبرز مستوطنات الجليل الغربي من روش هانيكرا إلى شلومي ونهاريا، وجبل بلاط بين مروحين ورامية تقابله مستوطنات شتولا وزرعيت، فيما جل الدير وجبل الباط في خراج عيترون تقابلهما مستوطنات أفيفيم ويفتاح والمالكية. وفي القطاع الشرقي، يقابل نقطة الدواوير على طريق مركبا ـ حولا وادي هونين ومستعمرة مرغليوت، فيما تقابل تلة الحمامص مستعمرة المطلة.

5 مواقع

وصدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه البيان الآتي: «بتاريخَي 17 و18/2/2025، انتشرت وحدات عسكرية في البلدات التالية: العباسية، المجيدية، كفركلا-مرجعيون في القطاع الشرقي. العديسة، مركبا، حولا، ميس الجبل، بليدا، محيبيب ـ مرجعيون في القطاع الأوسط. مارون الراس والجزء المتبقي من يارون بنت جبيل في القطاع الأوسط.

الرؤساء الثلاثة ذكّروا بتعهدات واشنطن وباريس وطالبوا بإلزام الاحتلال بالانسحاب حتى الحدود

كما انتشرت في مواقع حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» وذلك بعد انسحاب العدو الإسرائيلي». وأضاف بيان الجيش: «باشرت الوحدات المختصة إجراء المسح الهندسي وفتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة في هذه المناطق، لذا تؤكد قيادة الجيش ضرورة التزام المواطنين بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة في المناطق الجنوبية، إفساحًا في المجال لإنهاء الأعمال المذكورة في أسرع وقت ممكن، وحفاظًا على أرواحهم وسلامتهم».
ولم تخل عملية الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني من الخروقات المعادية، إذ ألقت قوات الاحتلال قنبلة على تجمع الصحافيين والأهالي في كفرشوبا، وسقط جريحان في خلال عملية تمشيط من مركز المنارة في وقت سُجل تحليق للطيران فوق الهرمل والبقاع الشمالي.

بيان الرؤساء الثلاثة

وقد حضرت هذه التطورات الجنوبية في لقاء ثلاثي للرؤساء في قصر بعبدا ضم رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام وأصدروا بياناً مشتركاً أكدوا فيه «على الموقف الوطني الموحد للدولة اللبنانية» مشددين «على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، التزامًا بالمواثيق والشرع الدولية، وبقرارات الأمم المتحدة. وفي مقدمها القرار 1701».
كما جددوا «تأكيد التزام لبنان الكامل بهذا القرار بكامل مندرجاته وبلا أي استثناء في وقت يواصل فيه الجانب الإسرائيلي انتهاكاته المتكررة له وتجاوزه لبنوده». كذلك، أكد المجتمعون «على دور الجيش اللبناني واستعداده التام وجهوزيته الكاملة لاستلام مهامه كافة على الحدود الدولية المعترف بها بما يحفظ السيادة الوطنية ويحمي أبناء الجنوب اللبنانيين، ويضمن أمنهم واستقرارهم» وذكّروا «بالبيان المشترك الصادر عن رئيسي كل من الولايات المتحدة وفرنسا، عشية إعلان «وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بشأن تعزيز الترتيبات الأمنية وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701» في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 خصوصاً لجهة تأكيد الرئيسين حرفياً على التالي: «ستعمل الولايات المتحدة وفرنسا مع إسرائيل ولبنان، لضمان تنفيذ هذا الترتيب وتطبيقه بالكامل» كما بالفقرة 12 من الإعلان نفسه، التي أكدت بوضوح تام، على «تنفيذ خطة مفصلة للانسحاب التدريجي والنشر بين قوات الدفاع الإسرائيلية والقوات المسلحة اللبنانية، على أن لا يتجاوز ذلك 60 يوماً» وأيضاً الفقرة 13 التي نصت على أن «الولايات المتحدة وفرنسا تتفهمان أن إسرائيل ولبنان سيقبلان الالتزامات الواردة أعلاه بالتزامن مع هذا الإعلان».

إلقاء قنبلة على الأهالي في كفرشوبا… وكاتس: لن نسمح بعودة «حزب الله» إلى ما قبل 7 أكتوبر

وأضاف بيان الرؤساء «بناءً عليه، وإزاء تمادي إسرائيل في تنصلها من التزاماتها وتعنتها في نكثها بالتعهدات الدولية، يعلن المجتمعون ما يلي:
1 ـ التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقر القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية، وفقاً لما يقتضيه القرار الأممي، كما «الإعلان» ذات الصلة. 2 ـ اعتبار استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالامع كل ما يترتب على ذلك من نتائج قانونية وفق الشرعية الدولية. 3 ـ استكمال العمل والمطالبة، عبر «اللجنة التقنية العسكرية للبنان» و«الآلية الثلاثية» اللتين نص عليهما «إعلان 27 تشرين الثاني 2024» من أجل تطبيق الإعلان كاملاً.
4 ـ متابعة التفاوض مع لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر الدولي من أجل تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل». وختم البيان بتأكيد «تمسك الدولة اللبنانية بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كامل أراضيها، والتأكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي».

كاتس يهدد الحزب

في المقابل، لفت وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى «أن أنشطة الجيش الإسرائيلي الإنفاذية ضد «حزب الله» ستستمر بكامل قوتها وسنبقى في 5 مواقع في جنوب لبنان لحماية المستوطنات في الشمال». وأكد «أن إسرائيل لن تسمح بالعودة إلى واقع السابع من أكتوبر» في إشارة إلى ما قبل هجوم «حماس» حيث كان «حزب الله» منتشراً بقواعده وسلاحه في المناطق الجنوبية.
أما المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت ورئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو فأكدا في بيان مشترك «أن أي تأخير آخر في عملية الانسحاب الإسرائيلي يناقض ما كنا نأمل حدوثه، ولا سيما أنه يشكل انتهاكاً مستمراً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 (2006). مع ذلك، لا ينبغي لهذا الأمر أن يحجب التقدم الملموس الذي تم إحرازه منذ دخول التفاهم حيّز التنفيذ في أواخر تشرين الثاني. فقد انسحب الجيش الإسرائيلي من المراكز السكانية في جنوب لبنان، وانتشرت القوات المسلحة اللبنانية في ظروف صعبة، ودعمت عودة المجتمعات المحلية وعملت على استعادة الخدمات الأساسية. وفي الوقت نفسه، فإن الرئيس اللبناني الجديد والحكومة عازمان على بسط سلطة الدولة بشكل كامل في كل المناطق في الجنوب وتعزيز الاستقرار لمنع عودة النزاع إلى لبنان، وهم يستحقون الدعم الثابت في هذا المسعى». وأضاف البيان «لا يزال أمامنا الكثير من العمل الشاق لتحقيق الالتزامات التي تم التعهد بها في تفاهم تشرين الثاني، وفي القرار 1701. وإننا ندعو الطرفين إلى الوفاء بالتزاماتهما».
وأمس أسقط الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، طائرة مسيرة تابعة له في منطقة جبل الشيخ بعد تعرضها لخلل فني خشية سقوطها في لبنان.
وقالت إذاعة الجيش: «تم إطلاق صاروخ اعتراضي على طائرة مسيرة تابعة لسلاح الجو في منطقة جبل الشيخ بعد تعرضها لعطل فني وذلك لمنع سقوطها في لبنان».

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

خمسة عشر − ستة =