الدعوة الى الفدرالية في ليبيا…مزيدا من التشرذم / ميلاد عمر المزوغي

ميلاد عمر المزوغي  ( ليبيا ) – السبت 15/3/2025 م …




ما بعد ثورة فبراير, كثيرا ما كنا نسمع الدعوة الى الفدرالية ودعاتها هم من شرق الوطن, ربما كانت الفدرالية عند الاستقلال ونشوء الجسم السياسي مقبولا, ولكن ومع مرور الزمن تم الغاء النظام الاتحادي واصبحت ليبيا موحدة وفق التعديل الدستوري العام 1963,الدعوة مجددا الى الفدرالية والحجة في ذلك نظام المركزية في طرابلس على مقدرات الدولة ,وان الشرق الليبي كان محروم ابان الحكم السابق وذاك القول مجافي للحقيقة فالمشاريع التنموية كانت توطّن في مختلف ارجاء البلاد, آما عن تولّي المناصب العليا فقد كان يتم الاختيار وفق الكفاءات مع مراعات للتوزيع الجغرافي للسكان, ولعل اخر حكومة في عهد النظام السابق تفند مزاعم دعاة الفدرالية حيث كان نسبة كبيرة من اعضائها من شرق الوطن.

مجلس النواب المنتخب العام 2014 وفي ظل الانقسام بالبلد, الناتج عن احداث ما عرف بفجر ليبيا , الا انه اجتمع بشرق الوطن لأجل لم الشمل, تكبد النواب بغرب البلاد مشاق السفر الى طبرق حيث كانت الاوصال (البرية والجوية) بين شرق الوطن وغربه شبه مقطوعه, ورغم ذلك فإن سيادة النائب بعيرة, الذي كنا نعتقد انه نائبا عن الشعب وليس عن منطقته وخدمة الجميع ,قال مقولته الشهيرة (كل واحد يلعب قدام حوشه)ما يعني احياء الاقاليمالثلاث في ظرف عصيب تمر به البلاد ما كان له ان يتفوه به, ولكن دعوته تلك لم تجد اذانا صاغية ,وتم اختياره من قبل البرلمان للتحضير لاتفاق الصخيرات الذي لازلنا وللأسف نعاني تبعاتهوقد تحدث هو شخصيا كيف ان البعثة الاممية تجاهلته.

اربعة عشر عاما يتم تسيير البلاد من خلال دستور الثورة المؤقت, ولم  يتم عرض مشروع الدستور المعد من قبل اللجنة الخاصة به المنتخبة من الشعب للاستفتاء العام, لان من يتولون السلطة لا يرغبون في ترك مناصبهم, ورغم الفساد المستشري في البلاد الا انه لم تتم محاسبة او محاكمة الفاعلين, حتى تلك الاستيقافات لبعض المسؤولين كانت شكلية لذر الرماد في العيون وتمت تبرئتهم مما نسب اليهم ورجوعهم الى سابق عملهم.

كثر الحديث هذه الايام عن الفدرالية ليس كالمعتاد من شرق الوطن بل من جنوبه حيث دعا النائب بالمجلس الرئاسي الى الفدرالية نظام الاقاليم الثلاث ومجالسها التشريعية واتضح انه مجرد ناطق للرئاسي, حيث ادلى النائب عن المنطقة الغربية اللافي, بشان الولايات والمحافظات,هناك فرق بين اعطاء دور للحكم المحلي لتنفيذ المشاريع وبالتالي التخفيف من المركزية وجعلها تهتم بالمشاريع الكبرى الاستراتيجية للدولة.

أن ما يسعى اليه دعاة الفدرالية هو تفتيت الوطن الى مقاطعات(كانتونات) وتشجع اخرين على الانفصال! ,ومع الوقت ستصبح المقاطعاتدولا مستقلة هكذا فهمنا لماذا لم تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية على مدى عقد ونصف من الزمن! .ساستنا الحاليون يدركون جيدا انه لو تجرى انتخابات حرة ونزيهة (رئاسية وتشريعية متزامنة) فانهم لن يبقوا في المشهد السياسي, بل سيصار الى محاسبتهم على ما اقترفوا في حق الشعب من دمار للاقتصاد الوطني وافراغ الخزينة العامة من محتوياتها واذلال المواطن وجعله غير قادر على تلبية ضروريات الحياة.

المؤسف له حقا ان تثار مثل هذه الامور بحضور سفراء دول لها باع طويل في قهر واذلال ونهب خيرات شعوبنا, والسبب الرئيس في مآسينا, وكأن ساستنا يطلبون مباركتهم ان لم نقل ينفذون اجنداتهم الداعية الى تشتيت الوطن ومن ورائه الامة العربية أي سايكس بيكو جديد (كانتونات عرقية ومذهبية)يجلب الامن والحماية لكيان العدو المغتصب لفلسطين.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

أربعة + 7 =