مرة أخرى حول المقاومة ومتاهاتها / ابراهيم ابراش

ابراهيم ابراش ( فلسطين ) – الأحد 6/4/2025 م …




اعتقادا منهم بأن المقاومة تعني حمل السلاح وقتال العدو فقط متجاهلين أن المقاومة الوطنية ليست عملا حزبيا أو حالة انفعالية عاطفية بل منظومة متكاملة لا تجزء وحتى تحقق أهداف الشعب بإنهاء الاحتلال ونيل الحرية يجب ان توفر الشروط التالية أو أخذلها بعين الاعتبار:

١-ثقافة مقاومة، بمعنى أن المقاومة ليست حمل السلاح وعدد حملة السلاح بل أيضا نهجا وسلوكا لمن بحمل السلاح ومعرفته بسبب حمل السلاح والعدو الحقيقي المُستهدف به.

٢ -لان المقاومة ضرب من ضروب الحرب فيجب أن تكون في سياق استراتيجية وطنية ومحل توافق وطني وليس تصرفا حزبيا.

٣- المقاومة الوطنية الحقيقية تكون بقرار وطني وخاضعة للمصلحة الوطنية وليس قرارا حزبيا او خاضعة لأجندة خارجية.

٤- مع شرعية مقاومة الاحتلال وادراكنا أن دولة الاحتلال تتفوق بقدراتها العسكرية على حركة التحرير وإمكانيات الشعب، لذا يجب دائما الأخذ بعين الاعتبار موازين القوى والتطور التكنولوجي والقدرات الاستخباراتية للعدو وتجنب المواجهة المباشرة معه في بعض الخالات والظروف.

٥- لأن حروب التحرير الوطنية طويلة المدى وقد تطرأ متغيرات محلية ودولية لغير صالح حركة التحرر وتجعل خسائر الشعب الخاضع للاحتلال تفوق المكاسب السياسية التي تحققها حركة المقاومة يجب للتفكير بأساليب اخرى للمقاومة غير المواجهة العسكرية المباشرة، مثل الدخول بهدن والمناورة بالتعاطي مع مشاريع تسويات سياسية يطرحها وسطاء وأصدقاء تمنح الشعب وحركة المقاومة استراحة محارب وفرصة لتقييم الوضع والمراجعة الاستراتيجية.

 ٦- يجب أن تأخذ حركة التحرر الفلسطينية بعين الاعتبار المتغيرات والتحولات في النظام العالمي وفي التوازنات الدولية وفي مفهوم الشرعية الدولية، أيضا في العالمين العربي والإسلامي وهي الأوضاع التي كانت عندما انطلقت حركة التحرر الفلسطينية وحددت أهدافها الأولى بالتحرير والعودة.

٧- إن الاحتلال الصهيوني هو الحالة الاستعمارية الوحيدة المتبقية في العالم وأن قضية فلسطين هي قضية التحرر الوطني الباقية في العالم.

لا يعني كل ما سبق تغيير طبيعة وجوهر الصراع في فلسطين كصراع ببن مشروع صهيوني استعماري يهدف لاحتلال كل فلسطين واقتلاع شعبها من أرضه من جانب  وشعب فلسطين صاحب الأرض والحق من جانب أخر،،ولا التخلي عن مبدأ مقاومة الاحتلال  لإنه كما سبق وقلنا أكثر من مرة إن الشعب الذي يتخلى عن حق ومبدأ مقاومة الاحتلال بما هو ممكن ومتاح من وسائل المقاومة حتى بالمقاومة الثقافية والفكرية والدبلوماسية  إنما يعترف يشرعية الاحتلال، كما لا يعني انحيازا للطرف الثاني من المعادلة الفلسطينية الداخلية لأن هذا الطرف ونقصد به منظمة التحرير وسلطتها وحركة فتح، أيضا مأزوم ووصل خياره بالسلام والتسوية العادلة لطريق مسدود مع وصول اليمين اليهودي الصهيوني المتطرف بزعامة نتنياهو إلى السلطة وتحول الغالبية العظمى من المجتمع الإسرائيلي نخو اليمين وما زاد الطين بلة وصول ترامب إلى سدة الحكم في واشنطن.  اذا ما هو المطلوب؟ وهل يستسلم الشعب الفلسطيني ويترك للعدو استكمال مخططاته بالتدمير والقتل والتهجير؟ بالرغم من كل ما جرى للشعب الفلسطيني وخصوصا مع حرب الإبادة والتطهير العرقي المتواصلة طوال ١٧ شهرا في الضفة وغزة ،هناك حقيقة يُدركها العدو الاسرائيلي والأمريكي وهي وجود حوالي ١٥ مليون فلسطيني في العالم منهم حوالي ٧ مليون على أرض فلسطين التاريخية، وهي ورقة القوة الحقيقية ،وليس سلاح المقاومة والمخطوفين الاسرائيليين كما تزعم حركة حماس. ، وورقة القوة هذه تجعل مشروع الدولة اليهودية الخالصة ما بين البحر والنهر مجرد وهم وسراب بالرغم من كل ما تملكه إسرائيل من قدرات عسكرية وتكنولوجية وشبكة تحالفات دولية ،والمهم كيف نُوظف هذا الكم البشري بطريقة عقلانية وفي اطار استراتيجية تجمع الكل الوطني لإفشال المشروع الصهيوني؟.

المطلوب:

 أولا: تحرير المقاومة، مفهوماَ وممارسة، من أيدي من صادروها وحرفوها عن وجهتها الحقيقية وحولوها اداة لخدمة أجندة خارجية غير وطنية أو مشاريع اسلاموية ملتبسة ومشبوهة، أو مشروع ارتزاق لمجموعة من الجهلة والانتهازيين حتى وإن كانوا من ابناء الوطن.

 ثانيا: حتى لا تؤدي المقاومة الخارجة عن سياقها الوطني إلى تنفيذ مخطط التهجير يجب تعزيز ما هو موجود من وسائل مقاومة غير مسلحة كالمقاومة الشعبية والثقافية والفكرية والدبلوماسية وابتداع أخرى بعيدا عن التقليد الأعمى لتجارب شعوب في زمان غير هذا الزمان وفي مواجهة استعمار غير الاستعمار الاستيطاني الاجلائي اليهودي الصهيوني.

ثالثا: التفكير الجاد مع العمل الحثيث والسريع لتغيير الطبقة السياسية حتى بمساعدة أطراف عربية وأجنبية مساندة للحق الفلسطيني لأن هذه الطبقة وصلت في خياراتها لطريق مسدود ولا يمكن المراهنة عليها لتغيير الواقع للأفضل، وخصوصية الحالة الفلسطينية تجعل التغيير السياسي أو تداول السلطة بالطرق المعمول بها في الدول المستقلة والمستقرة سواء كان طريق الانتخابات العامة أو الثورة والانقلاب مستحيلا ومحفوفا بالمخاطر.

رابعا: تفعيل وتوطين دور المثقفين ومراكز الأبحاث والدراسات والنشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي في فلسطين ومع نظرائهم عبر العالم لتعزيز المتغيرات التي حدثت قي الرأي العام العالمي بعد حرب الإبادة والتطهير العرقي قبل أن تقوم تل أبيب وواشنطن بتحركات مضادة تكرس الرواية الصهيونية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

4 × 5 =